تأثير الضغط النفسي على الجهاز العصبي
فيما يأتي توضيح مُفصّل لتأثير الضّغط النّفسي على الجهاز العصبي، بدءًا من استجابة الجِهاز العصبي وُوصولًا لمدى تضرر الجهاز العصبي بفِعل الضّغط النّفسي المُتكرر:
استجابة الجِهاز العصبي للضّغط النّفسي
عند الشعور بالتّوتر والضغط النّفسي سيوجّه الجهاز العصبي الجِسم لإفراز هرمونات التوتر (الأدرينالين والكورتيزول)، وهذه الهُرمونات ستُفرَز للمُساعدة على التعامل مع الضغط النّفسي، وبالتّالي تُسمّى هذه العملية الفسيولوجيّة بالاستجابة للتوتر أو استجابة القتال أو الهروب (Fight-or-Flight)،
وفيما يأتي توضيح مُفصّل لاستجابة الدّماغ والجهاز العصبي عند حُدوث أي ضغط نفسي:
عند التّعرض لأي موقف فيه ضغط نفسي شديد (مثل مُشاهدة حادث أو التّعرض لصدمة)، ترسل العينين أو الأذنين أو كليهما المعلومات إلى لوزة الدّماغ (وهي منطقة من الدماغ لها دور في الاستجابات العاطفية)، فتبدأ اللوزة في تفسير الصور والأصوات.
فور إدراك الخطَر ستُرسِل اللّوزة على الفور إشارة استغاثة إلى منطقة ما تحت المهاد (Hypothalamus)، تعمل هذه المنطقة في الدماغ كمركز قيادة وتحكّم.
ستتواصَل منطقة ما تحت المهاد مع بقية الجسم من خلال الجهاز العصبي اللاإرادي (Autonomic nervous system)، الذي يتحكم في وظائف الجسم اللاإرادية مثل التنفس، وضغط الدم، ونبضات القلب، وتمدد أو انقباض الأوعية الدموية الرئيسية، والقُصيبات في الرئتين.
سيُرسِل الجهاز العصبي اللاإرادي إشارات عبر الأعصاب اللاإرادية إلى الغدد الكظرية (Adrenal glands)، ستستجيب هذه الغدد بضخ هرمون الأدرينالين في مجرى الدم.
عندما يدور الأدرينالين عبر الجسم، فإنه سيُؤدي لحدوث بعض التغييرات الفسيولوجية، مثل (زيادة سرعة نبضات القلب، دفع الدم إلى العضلات والقلب والأعضاء الحيوية الأخرى، ارتفاع ضغط الدم) حينها ستزداد سُرعة التّنفس لدى الشخص.
تنفتِح القُصيبات الهوائية في الرئتين على مصراعيها، وحينها يمكن للرئتين امتصاص أكبر قدر ممكن من الأكسجين مع كل نفس، وهذا الأمر سيُساعد على إرسال أكسجين إضافي إلى الدماغ مما يزيد من اليقظة (أي يصبح البصر والسمع والحواس الأخرى أكثر حدة).
في نفس الوَقت يُؤدي الأدرينالين إلى إطلاق الجلوكوز والدهون من مواقع التخزين المؤقتة في الجسم إلى الدّم لتزود جميع أجزاء الجسم بالطاقة.
إذا استمر الدماغ في إدراك الصّدمة أو شُعور الشخص بشيء خطير، فإن ما تحت المهاد ستُطلق هرمون إفراز الكورتيكوتروبين (CRH)، والذي يُحفّز الغُدّة النّخامية على إفراز هرمون قشر الكظر (ACTH)، والذي ينتقل إلى الغدد الكظرية ويحثها على إفراز الكورتيزول ليبقى الجسم في حالة تأهب قصوى.