الصديق الوهمي للطفل

مرض الصديق الوهمي

رغم اعتبار ظهور الصديق الوهمي للطفل أمرًا طبيعيًا في حياة الإنسان، إلا أن هناك بعض الحالات التي لابد من استشارة المختصين حولها، حيث يتم تشخيصها ضمن أشكال مرض الصديق الوهمي، منها:
– الحالة الأولى:
ظهور الصديق الوهمي من عمر ست إلى سبع سنوات أمر يحتاج إلى استشارة أخصائي نفسي؛ لأن الطفل في هذه المرحلة يستطيع أن يفرق بين الحقيقة والكذب، وبين الخيال والواقع، كما يستطيع الحكم على الأشياء من حيث الصحة والخطأ، إضافة إلى قدرة الطفل على تكوين علاقات اجتماعية من خلال المدرسة، ما يجعل بقاء الصديق الخيالي إلى هذه المرحلة دلالةً على إصابته بـمرض الصديق الوهمي، كما أنه يعد أمرًا مثيرًا للتساؤلات حول احتياجات الطفل، حيث يبدأ المعالج بطرح الأسئلة على الأهل لكشف العلاقات الأسرية بين الأم والأب من جهة وبين الوالدين والطفل من جهة أخرى، وعلاقة الطفل بالمدرسة ومن فيها من معلمين وأقران، وما هي الأشياء التي تثير استياءه، وما إذا كان يعاني من بعض المشاكل، كالخجل مثلا، ثم يبدأ بخطة العلاج والتي تسعى دائمًا إلى تكوين صداقات وعلاقات قوية مع الآخرين، من خلال تنمية مهاراته الاجتماعية، حتى يتخلى الطفل عن الصديق الوهمي.

– الحالة الثانية:
في حالات أخرى ينبغي على الأهل القلق حيال الطفل إذا أظهر سلوكًا سيئًا وأشار إلى أن صديقه الوهمي هو من طلب منه أن يفعله، كأن يكسر لعبة أو يضرب شخصًا آخر، فيجب على الأهل التوجه إلى الأخصائي النفسي، حيث يبحث الأخصائي أولًا عن الاضطرابات النفسية في التاريخ العائلي وخصوصًا تلك التي تنتقل عبر الوراثة، وفي حال التأكد من عدم وجود اضطرابات نفسية لدى الطفل، يكون على الطبيب التوصل إلى السبب الذي جعل الطفل يعاني من مرض الصديق الوهمي ويُقدم على هذه التصرفات، وإن كان يعاني من الغضب أو الانفعالات المكبوتة، أو الاضطهاد أوالتعرض للعنف أو غيرها من الأسباب التي تسدعي معالجتها قبل محاسبة الطفل على التصرفات الصادرة عنه.

 – الحالة الثالثة:
كما يشير المختصين إلى ضرورة التوجه إلى الطبيب المختص فورًا في حال تعلق الطفل بالصديق الوهمي وعدم الرغبة في اللعب مع الأطفال الآخرين وانقطاعه عن العالم الحقيقي، أو استمرار تدخل الصديق الوهمي في حياة الشخص اليومية، أوقدرة الشخص بعد الخمس سنوات على رؤية الصديق الوهمي، فهذا دليل على وجود الهلوسات، وهذه الحالات جميعها تستدعي التدخل الطبي؛ لارتباطها بالحالات المرضية.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟