الصدمة النفسية عند الأطفال

مفهوم الصدمة النفسية

عند الطفل يتعرّض عدد كبير من الأطفال إلى الاعتداءات الجسدية، والجنسية، والكوارث الطبيعية، والحوادث المختلفة، التي تُهدد سلامته الجسدية والعقلية، بالإضافة إلى التعرّض للعنف المجتمعي والعنف الأسري، والاعتداء والإرهاب والحروب، وفي معظم تلك الحوادث غالباً ما يكون الأطفال هم أكثر الفئات المتعرّضة للضرر الجسدي والنفسي، وذلك يتطلب من المتخصصين النفسيين، والأطبّاء، ومقدمي الرعاية مراعاة وتقدير التأثيرات النفسية لنتاج تلك الأحداث الصادمة والتعامل مع أسبابها وآثارها لمساعدة الطفل على التعافي من آثار الصدمة النفسية وتحسين مهارات التكيّف لديه.

والصدمة النفسية هي مجموعة من الأعراض والآثار التي تنتج عن تعرّض الطفل إلى حوادث مخيفة ومهددة، والتي تؤدي إلى معاناة الطفل سلوكياً وانفعالياً، فضلاً عن تدني المهارات الاجتماعية والأكاديمية لدى الطفل، ويظهر ذلك من خلال استعادة الطفل لخبرة الحدث الصدمي المخيف المقلق بناءً على الأنشطة المرتبطة به

الصدمة النفسية عند  الأطفال :

يمكن أن تؤثر الصدمات النفسية على الأطفال في مجموعة من المجالات المختلفة، ومنها ما يأتي: العلاقات الاجتماعية إذ إنّ الصدمة النفسية تعلّم الطفل تطوير إحساس غير آمن بالبيئة المحيطة، فعندما تكون هذه العلاقات غير مستقرة أو غير متوقعة، يتعلّم الأطفال بأنّهم لا يستطيعون الاعتماد على الآخرين لمساعدتهم، ويرى الطفل أنّه سيئ وأنّ العالم مكان فظيع

الصحة الجسدية والعقلية عندما يكبر الطفل وهو خائف أو واقع تحت ضغط مستمر أو شديد، قد لا يتطور جهاز المناعة وأنظمة استجابة الجسم للضغط بشكل طبيعي، ومع مرور الوقت عندما يتعرض الطفل أو البالغ إلى مستويات عادية غير من الإجهاد، قد تستجيب هذه الأنظمة تلقائياً كما لو كان الفرد تحت ضغط شديد، ممّا يُمكن أن يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة ببعض الاضطرابات الصحيّة، مثل؛ التنفس السريع، وخفقان القلب، وضعف نمو الدماغ والجهاز العصبي، والصداع، وآلام المعدة، وغيرها.

الاستجابات العاطفية والجوانب الانفعالية غالبًا ما يواجه الأطفال الذين عانوا من صدمة نفسية صعوبة في التعرف على مشاعرهم والتعبير عنها وإدارتها، وقد يكون لديهم قدرة محدودة في التعبير عن المشاعر، ونتيجة لذلك قد يعاني الطفل من الاكتئاب، أو القلق، أو الغضب الشديد والانفعال، إذ قد تكون استجاباتهم العاطفية غير متوقعة.

السلوكيات الطفل الذي يعاني من صدمة نفسية يمكن أن تتم استثارته بسهولة، وقد يفتقد إلى القدرة على التحكّم بانفعالاته أو القدرة على التفكير في العواقب قبل التصرف، ونتيجة لذلك، قد يتصرف الأطفال المصابون بصدمات معقدة بطرق تبدو غير متوقعة ومتطرفة أحيانًا.

المعرفة والإدراك قد يواجه الأطفال الذين يواجهون الصدمات النفسية مشاكل في التفكير أو حلّ المشكلات، وقد يكونون غير قادرين على التخطيط للمستقبل، وتوقّعه، أو التصرف معه.

التوجه المستقبلي وبناء الذات يتعلم الأطفال تقديرهم لذاتهم من خلال ردود أفعال الآخرين، وخاصةً الأقرب منهم كمقدمي الرعاية والذين لديهم التأثير الأكبر على إحساس الطفل بالقيمة الذاتية للنفس، إذ إنّ الإساءة والإهمال يجعل الطفل يشعر باليأس والحزن وفقدان الأمل، بالإضافة إلى الشعور بالذنب، وتدّني احترام الذات، ممّا ينعكس سلباً على قدراته في التخطيط للمستقبل بسبب فقدان الأمل والهدف، حيث يتطلب التخطيط للمستقبل إحساساً بالأمل والسيطرة والقدرة على رؤية أفعال الفرد على أنَّها ذات معنى وقيمة.
أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟