الصحة النفسية والنوم

 اعتقد الناس أنّ النوم كان مجرد وقت يتوقّف فيه الجسم، والدماغ لبضع ساعات كل ليلةٍ للراحة استعدادًا لليوم التالي، ولكن في الواقع االجسم، و الدماغ لا يتوقفان عند النوم ، غالبًا ما يعمل الدماغ، والجسم بجهدٍ أكبر من ما يقومان به خلال اليوم، ويخضع الجسم، والدماغ كذلك للعديد من العمليات لاستعادة الخلايا، والعمل على معالجة المعلومات، وتحسين الصحة بشكلٍ عام، يتبع جسم الإنسان نمطًا طبيعيًا تكون مدته أربعة وعشرين ساعة، ويطلق عليه الإيقاع اليومي، و يتأثر هذا الإيقاع بالعوامل البيئية، كالظلام، ويتأثر بالتركيب الجيني، وتحدّد أنماط النوم عن طريق إطلاق الهرمونات عند وقت النوم، والتشوّهات في الإيقاع اليومي يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات النوم مثل الأرق .

 النّوم 

هو حالة ذهنيّة وجسديّة متكرّرة بشكلٍ طبيعيّ، وتتميّز بالوعي المتغيّر، والنشاط الحسيّ المثبّط نسبيًا، وانخفاض نشاط العضلات وتثبيط كل العضلات التطوعية تقريبًا أثناء النوم السريع لحركة العين وانخفاض التفاعلات مع المناطق المحيطة، وفي هذه الحالة يتميّز الجسم بانخفاض القدرة على التفاعل مع المنبّهات، ولكنه أكثر تفاعلاً مقارنة بالغيبوبة أو اضطرابات الوعي، ويحدث النوم في فترات متكررة، وإنّ وضع النوم هذا له العديد من الجوانب الأخرى، بما في ذلك الشلل الظاهري للجسم، وإحدى السمات المعروفة للنوم هي الحلم ، والتي تشبه الحياة في الاستيقاظ لكنها تحصل أثناء النوم، ويمكن تمييزها لاحقًا على أنها خياليّة، ويحصل أثناء النوم أن تكون معظم أجهزة الجسم في حالة بناء، ممّا يساعد على استعادة الجهاز المناعي وكذلك الجهاز العصبي والهيكل العظمي والعضلي، هذه العمليات الحيوية تحافظ على المزاج والذاكرة والوظيفة المعرفيّة، وتلعب دورًا كبيرًا في وظيفة الغدد الصمّاء والجهاز المناعيّ .

فوائد النوم الصحيّة :

 فالنوم لا يقتصر فقط على تحسين الصحة النفسية، أو العقلية، فهذه أهم فوائد النوم الصحية الأخرى .

الحفاظ على صحة القلب: ارتبطت قلة النوم بتدهور ضغط الدم، والكولسترول، واللذان يعتبران من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، فالنوم من ٧ إلى٩ ساعات يوميًا ليلًا يعمل على تعزيز صحة القلب.

المساعدة في حد الإصابة السرطان: يعتقد بعض الباحثين أن الميلاتونين، وهو هرمون ينظّم دورة النوم، والاستيقاظ يحد من الإصابة بالسرطان لأنه يعمل على كبح نمو الأورام، فالنوم في غرفةٍ مظلمةٍ، وتجنّب استخدام الإلكترونيات قبل النوم يساعد الجسم على إنتاج الميلاتونين الذي يحتاجه.

التقليل من الالتهابات: زيادة هرمونات التوتر الناتجة عن قلّة النوم ترفع مستوى الالتهاب في الجسم، مما يخلق خطرًا أكبر للإصابة بالحالات المرتبطة بالقلب، وكذلك السرطان والسكري.

مساعدة الجسم على إصلاح الأضرار: يعد النوم وقتًا للاسترخاء، ولكنّه أيضًا وقتٌ يعمل فيه الجسم بجهدٍ لإصلاح الأضرار الناجمة عن التوتر، والأشعة فوق البنفسجية، والتعرّض الضار، كذلك تنتج الخلايا المزيد من البروتين أثناء النوم، وتشكّل جزيئات البروتين هذه اللبنات الأساسية للخلايا، مما يسمح لها بإصلاح التلف.

 

طرق لتنظيم النوم  :

تعمل الساعة البيولجية الداخلية على تعزيز النوم يوميًا في الليل، وإن الأغراض والآليات المتنوعة للنوم هي موضوع بحث مستمر، وقد يعاني البشر من اضطرابات النوم المختلفة، بما في ذلك خلل النوم مثل الأرق، أو فرط النوم، أو الخدار، أو توقف التنفس أثناء النوم .

هناك أمراض نفسية مرتبطة بالنوم :

مثل المشي أثناء النوم، واضطراب سلوك النوم لحركة العين السريعة؛ وصرير الاسنان أثناء النوم، واضطرابات النوم الإيقاعية اليومية.

هناك عدة أساليب لتنظيم النوم، منها :

ضمان غرفة نوم هادئة ومريحة، الحفاظ على درجة حرارة مريحة في غرفة النوم، الالتزم بجدول منتظم للنوم والاستيقاظ، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، ممارسة الرياضة بانتظام، ولكن ليس قبل النوم، التقليل من الكافيين والكحول والنيكوتين قبل 4 ساعات من النوم، إذ تؤثر المنشطات على قدرة الفرد على النوم، وتناول نظام غذائي متوازن، كذلك تجنب الأطعمة الحارة والوجبات الثقيلة قبل النوم، كذلك فإنّ الذهاب إلى الفراش جائعًا يمكن أن يتعارض أيضًا مع القدرة على النوم، وأخيرًا تطوير روتين النوم .

وعلى الرّغم من أنّ العديد من الدراسات ربطت مشاكل النوم بأعراض بعض الاضطرابات النفسية، إلّا أن عددًا أقلّ من الدراسات فحص العلاقة بين النوم وأبعاد الصحة النفسية وكذلك الاكتئاب .

 الآثار النفسية للحرمان من النوم :

من أهمّها أن تأثير قلة النوم يكون على القدرة على اليقظة، وكذلك على تلبية الاحتياجات النفسية الأساسية للأفراد، وهما مصدران نفسيّان للصحّة العقليّة: ضبط وقت النوم من خلال عدم أخذ غفوة حتى إذا كان الشخص يشعر بالتعب، القيلولة قد تتعارض مع النوم ليلًا، كذلك عدم النوم والاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم؛ لأن ذلك لا يساعد في توفير جدول نوم فعال، حيث يجب على الشخص أن يكون صارمًا بشأن الالتزام بجدول نومه، ويجب تجنب التعرض للضوء قبل النوم، كذلك يجب تجنب الأكل أو ممارسة الرياضة قبل وقت النوم حيث يحرص على تناول الطعام مبكرًا، كما أنّ ممارسة الاسترخاء والتأمّل أمر ضروري لتجنب الأرق، والحرص على ممارسة التمارين الرياضية اليومية، كما يجب تجنب الضجيج، وأن يكون الشخص مستريحًا وهادئًا، كل هذه الطرق تساعد في تنظيم وقت النوم بشكل كبير .

بي بيرفكت للطب النفسي 

أكاديمية كوريكتور 

أخصائي نفسي الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟