الصحة النفسية للأطفال

وقاية صحة الطفل النفسية

طرق سهلة لوقاية الصحة النفسية والعاطفية في مرحلة الطفولة
إذا لم تكن قد عانيت من مخاوف تتعلق بالصحة العقلية أو العاطفية لدى أطفالك حتى الآن، فمن السهل أن تشعر بعدم التأثر أو الاهتمام بالموضوع، لكن من خلال اتخاذ بعض الخطوات الصغيرة.. يمكنك أن تبدأ في تحديد مخاوف الصحة النفسية في مرحلة الطفولة قبل أن تشكل تهديداً لصحة أطفالك وسلامتهم:

قم بإجراء بضع دقائق سريعة من البحث: هناك الكثير من الموارد التي يمكن الوصول إليها والتي تساعدك في فهم ما يمكن أن يبدو عليه الاكتئاب لدى طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات أو حقيقة أن العديد من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ليسوا مفرطي النشاط على الإطلاق، حيث يستغرق الأمر بضع دقائق من البحث على (Google) إذ لا يساعد الوقت المستثمر أسرتك فقط، لكنه قد يثبت أنها معلومات مفيدة تستخدمها مع أطفال أصدقائك أو أقاربك.

تحدي قناعاتك الخاصة: خذ بضع دقائق للتفكير في آرائك ومشاعرك فيما يتعلق بموضوع الأمراض العقلية للأطفال والتشخيص مثل: القلق والاكتئاب على سبيل المثال لا الحصر؛ لدى الأطفال.. من أين نشأت هذه الآراء والمشاعر؟ هل جاءت من مكان واقعي أم من معرفة مسبقة أو تحيز ثقافي؟ إن اتخاذ المبادرة لتوسيع نطاق مداركنا وقبولنا لنضال الأسر الأخرى، التي لديها مخاوف ومشاكل تتعلق بالصحة العقلية هو خطوة هائلة نحو الحد من وصمة العار التي تحيط بالصحة النفسية والروحية للطفل في مجتمعاتنا.

تقديم الدعم من خلال الانفتاح والقبول: بغض النظر عما إذا كان طفلك قد عانى من مشاكل الصحة النفسية أو العاطفية؛ سيكون من الصعب العثور على أحد الوالدين الذي لم يختبر صراعاً مع الطفل في مرحلة ما في محيطك، فكر مرة أخرى في الضغط والعزلة التي قد تشعر به عندما تكافح مع طفلك، شارك الأهل الآخرين وكن أذناً مصغية لشكواهم وحاول تقديم الدعم لهم، فبسبب وصمة العار.. لا يشعر آباء الأطفال الذين يعانون من مرض أو مشكلة نفسية بالأمان للكشف عن النضال مع طفلهم، خوفاً من أحكام الآخرين، وإذا كان صديق أو فرد من العائلة قد بدء محادثة معك حول طفله، فلا تحكم عليه أو تقدم مشورة؛ قد يكون الإصغاء والتعاطف كافيين لتشجيع الوالدين على اتخاذ الخطوة الأولى نحو البحث عن العلاج اللازم لطفلهما.

حماية صحة الطفل النفسية

دعم أطفالك عندما يشعرون بالإرهاق والإحباط والأذى
عندما يجسد الآباء المثل العليا التالية، فمن المؤكد أنهم سيخلقون بيئة يشعر فيها طفلهم بالإعجاب والدعم والاحترام:

– كن مرشداً حازماً: قبول ودعم طفلك خلال أوقات الفوضى والسلوكيات السيئة؛ لا يعني أننا لا نضع معياراً واضحاً لما هو متوقع، حيث يحتاج الأطفال إلى الأمان وراحة الحدود التي يضعها الوالدين بثقة، وعندما يفترض الأهل أن طفلهم يعرف ما هو متوقع منه؛ فإن فرصة التعلّم قد ضاعت.. ينمو الأطفال عندما يتحدث البالغون بثقة واحترام عن التوقعات والقيم، متمسكين بها بثبات وحزم قدر الإمكان، لذا علّمه أن التعاون أكثر فعالية من السيطرة، وعندما يُسمح للطفل أن يكون له صوت.. فإنه يشعر بالاحترام والتقدير، بالتالي يطور حافزاً جوهرياً لينمو ويفعل ما بوسعه، كما لا بد أن تسمح لطفلك باستعراض عضلات الدفاع عن نفسه وقدرته الذاتية على حل المشكلات.

– الإصغاء بعمق: لا يمكن الاستهانة بالقوة المذهلة للاستماع في علاج المشكلات وخلق الروابط، فالبشر مفطورون بشكل مثير؛ للعمل خلال تحدياتهم الخاصة عند إعطائهم البيئة المناسبة، لذا يتيح لك الاستماع البسيط والقوي إلى طفلك؛ حرية حل المشكلات في تحدياته.

– دع طفلك يكون من هو: عندما نكون قادرين على فصل أجندتنا وعواطفنا عن أطفالنا، فإننا نحررهم للازدهار في تفردهم، فقبول أطفالنا يأتي في كل لحظة، حتى في أصعب الأوقات، لذا ينضجون حتى مع نوبات الغضب والإرهاق العاطفي، حيث يتم تحقيق الرفاه العاطفي والصحة النفسية الجيدة عندما ندرك أن جميع المشاعر صحيحة وصالحة ولها مكانها؛ عندما نقبل ونتحقق من التجربة العاطفية الكاملة لأطفالنا، ونظهر لهم طرقاً صحية وآمنة للعمل من خلال عواطفهم الكبيرة.

– بناء الثقة باحترام: في كثير من الأحيان يرتكب الكبار خطأ نسيان معاملة الأطفال كبشر، وإذا كان الهدف هو إعطاء أطفالنا نموذجاً لنوع العلاقة التي نأمل أن يبحثوا عنها في المستقبل، عندئذ يجب أن تبدأ ثقافة الاحترام معهم، لا يمكننا التأثير على مواقف أطفالنا بشأن معاملة الآخرين بكرامة واحترام إلا بأن نكون نموذجاً لهم، وعندما يتمكن أطفالنا من الاعتماد علينا للتفاعل معهم بطريقة محترمة؛ يتعلمون الثقة.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟