السلوك الأنساني والأصدقاء

يقال أن “الصاحب ساحب” ويقال أيضاً “قل لي من تصاحب أقل لك من أنت”… فيتأثر الشخص بأصحابه إلى درجة كبيرة جداً، ويكون لهم تأثير أحياناً يضاهي تأثير الأهل أو الشريك، وحتى أكبر من تأثير الشخص نفسه على نفسه وسلوكياته ورغباته وأسلوب حياته.
في هذه المقالة سوف نستعرض دور الأصحاب في اختيار السلوك الشخصي، ومدى تأثير أصدقاءك عليك، وما هي الأمور التي تحدد مدى تأثرك بهم.

كيفية اختيار الأصحاب

والآن وبعد أن عرفت دور الأصحاب في اختيار السلوك الشخصي… لا بد لك أن تسعى لأن تكتسب أصدقاء جدد، وأن تختارهم بعناية لأن الأمر يستحق المزيد من الوقت والجهد:

  • حاول أن تكون اجتماعياً أكثر: فشارك في المناسبات، وتعرف على أشخاص جدد وتمش في المنتزه أو الحديقة القريبة منك لتتعرف على أشخاص هناك، وخذ كورسات تتعلق بمواهبك وأمور تحبها لتتعرف على أشخاص يشاركونك نفس الهوايات والاهتمامات كصف الرقص في النادي الرياضي.

  • تعرّف إلى أصدقائك الافتراضيين: إن كان لديك أصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي فصاحبهم في الواقع، فقد تكتشف أن لديك أصدقاء افتراضيين لكنهم يشاركونك في الأفكار والمبادئ وأمور أخرى، حاول أن تتعرف عليهم وتقابلهم فعلياً.

  • حاول أن تبحث عن أصدقاءك القدامى: تذكر إن كان لديك أصحاب حقيقيين في مراحل عمرية سابقة، واعثر عليهم وعد لصحبتهم.

  • تطوع: فالتطوع هو من أفضل الطرق التي تساعدك على التعرف على أصحاب حقيقيين، فمن يحمل داخله روح التطوع والعطاء سيكون صاحباً جيداً ولديه الكثير من الصفات الحسنة التي قد ينقلها لك بالعدوى.

 عليك أن تكون واعياً لتستشعر تأثير الأصحاب عليك لتحدد إن كنت تود اكتساب السلوك الذي ينقلونه لك أم لا؛ وإن وجدت أن أصحابك يؤثرون سلبياً على سلوكك الشخصي فعليك أن تنتبه جيداً؛ فليس من السهل التخلص من عادة سلبية قد اكتسبتها أو أن تخسر عادة إيجابية قد بذلت الكثير من الوقت والجهد لاكتسابها.

كيف تتعامل مع تأثير الأصدقاء السلبي ؟

ماذا نفعل لو اكتشفنا أننا نتأثر سلبياً بأصحابنا
لو اكتشفت أن صاحبك يؤثر عليك سلبياً، ويكسبك أمور سيئة لا ترغبها، فعليك أولاً أن تستشعر هذا التأثير؛ فاجلس مع نفسك وحاول أن تجد ما هي الأمور التي تغيرت فيها –سواء للأفضل أم للأسوأ- بعد هذه الصداقة، كما من الجيد أن تعرف كيف أثرت أنت في صاحبك عن طريق تذكره كيف كان وكيف أصبح بعد صداقتكما، ويمكنك أن تساله أيضاً. ولو وجدت أن هناك تأثيرات سلبية كاكتسابك لعادة أكل الطعام غير الصحي مثلاً فحاول أن تكلم صاحبك بالموضوع وأن تشرح له خطورة ذلك، وأن تساعده في ترك هذه العادة بأن تكون أنت المؤثر وليس المتأثر. ولكن إن لم يردع واستمر في هذه العادة، فعلى الأقل اضمن عدم تأثرك بها؛ فقلل من خروجاتك معه لتناول الطعام أو سيطر على نفسك واستمر أنت بطلب طبقك الصحي.
أما إن كان له تأثير خطير عليك ولم تستطع حماية نفسك منه أو حتى إن كانت صحبته تؤثر عليك وعلى سمعتك أمام الناس، كأن يكون متعاطٍ للمخدرات مثلاً فحاول أن تغيره وتنصحه وإن لم يستجب فعليك بترك صداقته فوراً لأنه إن لم ينقل إليه السلوك السيء فسينقل له على الأقل السمعة السيئة.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟