الذكاء الوجداني

هل تتعرف على المشاعر التي تسيطر عليك؟ هل تستطيع إدارة هذه المشاعر دون السماح لها بالسيطرة عليك ؟ هل تستطيع تحفيز نفسك لإنجاز مهام مُحددة؟ هل تستطيع التفاعل مع الآخرين والتعاطف معهم، والاستجابة إليهم بفاعلية؟.
إذا كانت إجابتك عن هذه الأسئلة بنعم، فمن المحتمل أنك لديك درجة عالية وكبيرة من الذكاء الوجداني، وبأنك تمتلك مهارات وإمكانات تجعلك أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين وفهم مشاعرك.

الذكاء :

هو مصطلح يتضمّن القدرات العقليّة المرتبطة بالقدرة على التخطيط والتحليل، وحلّ المشكلات وسرعة التصرف وبناء الاستنتاجات، كما أنّه يشمل القدرة على جمع الأفكار وتنسيقها، والتفكير المجرد، وسرعة التعلم والتقاط الأفكار، وحسب العلماء فإنه يتضمن القدرة على التعبير عن المشاعر، والقدرة على الإحساس، وفهم مشاعر الآخرين،

والمفهوم السائد عند الناس عن الذكاء يشمل جميع الأمور التي تم ذكرها، وجعلها مرتبطة بقدرة وقوة الذاكرة، أما علم النفس فإنه يدرس الذكاء كميزة مستقلة سلوكية، بعيدًا عن الشخصية والحكمة، والإبداع وحتى قوة الذاكرة، وتعددت أنواع الذكاء ومنها الذكاء الوجداني.

 الذكاء الوجداني :

 ما هو الذكاء الوجداني، تكمن في أنه نوع من الذكاء الذي يشتمل ويجمع بين اعتقادين، الأول أن الانفعال يجعل من التفكير أكثر ذكاءً، والثاني اعتقاد أن التفكير ذكي نحو الحالات الانفعالية، ويركز على القدرة تنظيم الانفعالات والتمعن والتفكير فيها، والإدراك .

  ما هو الذكاء الوجداني، والذكاء الوجداني

يشتمل القدرة على فهم وإدراك الانفعالات بسرعة ودقة، والتعبير عنها والقدرة على تقييمها، والتمكن من توليد الانفعالات، والوصول إليها في عملية التفكير، و المعرفة الوجدانية والقدرة على فهم الانفعالات، والتمكن من تنظيم الانفعالات وبالتالي تعزيز النمو العقلي والوجداني.

ويمكن معرفة  الذكاء الوجداني من خلال مجموعة القدرات المنفصلة، والتي تكون متجانسة ومتوافقة مع بعضها، يعني أن الفرد قد تكون قدرته عالية في فهم انفعالات الآخرين عن طريق حساسيته في قراءة الإشارات غير اللغوية، و التمييز والتفريق بين التعابير الصادقة والكاذبة أيضًا، و لكن قدرته منخفضة في التعبير عن انفعالاته وتنظيمها، والقدرة تشير إلى انتشار الأفراد بشكل معتدل على منحنى القدرات.

أهمية الذكاء الوجداني :

وأهم جوانب التطور إثارة للحماس في تساؤل ما هو الذكاء الوجداني، هو ما يتعلق بالتدريب والزيادة في السلوك فالذكاء الوجداني بعكس الذكاء العقلي لا يخضع لعوامل الوراثة ويمكن اكتسابه، وكشفت البحوث في هذا المجال أن للذكاء الوجداني خاصية تميزه أو مجموعة من الخصائص التي يمكن التدريب عليها، وتنميتها من خلال الأساليب التي تساعد على تقوية تنمية شخصية الطالب، لمساعدة الأفراد في الحصول على نسب مرتفعة من الذكاء، تكمن في الحفاظ على المشاعر اللطيفة والطيبة في التعامل مع الآخرين، والتدريب جيدًا على مواجهة الأزمات بشكلٍ هادئ، والتصدي للخلافات التي تثور عند مواجهة مختلف المؤثرات السلبية للبيئة الاجتماعية التي تعيق القدرة على التطور والنمو السليم،

 الذكاء الوجداني :

يلعب دورًا مهمًا في توافق الطفل مع إخوته وأقرانه وبيئته ووالديه، وبالتالي ينمو منسجمًا وسويًا مع الحياة، ويؤدي إلى رفع كفاءة التحصيل العلمي وتحسينه.

الذكاء الوجداني يساعد على التمكن من تجاوز أزمة منتصف العمر، والأزمات كافة مثل أزمة المراهقة بسلام.

الذكاء الوجداني يعدّ عاملًا مهمًا في استمرار واستقرار الحياة الزوجية؛ لأنّ التحدث عن المشاعر وفهم الطرف الآخر ومراعاة مشاعره بشكل ناضج، يضمن توافقًا زواجيًا مثاليًا.

الذكاء الوجداني يعدّ السبب وراء النجاح في الحياة والعمل ، فالأكثر ذكاء وجدانيًا مثابرون وتوكيديون ومحبوبون، وقادرون على القيادة والتواصل مع الآخرين، ويتميزون بالإصرار على النجاح والتفوق .

كيف يمكن اكتساب الذكاء الذاتي؟

ظهر هذا المصطلح لأول مرة في التسعينيات، عندما أدرك الأطباء والمعالجون النفسيون أن الأفراد في حاجة إلى إدراك ومعالجة وتنظيم المعلومات بدقة وفعالية، داخل أنفسهم في البداية، وأثناء التعامل مع الآخرين، وعليهم استخدام هذه المعلومات لتوجيه أفكارهم والسيطرة على ما يدور بداخلهم، والقيام بالتصرفات والإجراءات الصحيحة.

يقودنا الذكاء الوجداني إلى حياة سعيدة ومليئة بالإنجازات، من خلال تهيئة الظروف وتحفيز الدماغ، وفهم أن الاستجابات قد تكون متسقة منطقياً مع ما يحدث، أو غير متسقة مع معتقدات معينة حول المشاعر.

يساعدنا الذكاء الوجداني على جعلنا نسلك الطريق الصحيح للاعتناء بصحتنا الجسدية، والعقلية، ورفاهيتنا، وكذلك يمدنا بالإلهام ويساعدنا على أن نكون شخصيات مُلهمة، كما أنه يقودنا إلى أفضل الطرق لحل النزاع، ويعد مُحركاً رئيساً لتحقيق النجاح.

القدرة على إدراك عواطف الفرد والسيطرة عليها والتعبير عنها

أهمية الذكاء الوجداني في الحياة العملية

التأثير الفعال للذكاء الوجداني يمتد ليصل إلى حياتنا العملية. لا يوجد ما يُسمى فصل العواطف عن الحياة العملية، في حقيقة الأمر، لا يمكن فصل الأمرين عن بعضهما البعض، كما أن المشاعر دائماً ما يكون لها مكان في محل العمل، ولكن الخبر السار هو أنك تستطيع السيطرة عليها، والتحكم فيها إذا كنت تتحلى بالذكاء الوجداني.

يميل الزعماء ذوو الذكاء الوجداني العالي إلى أن يكون موظفوهم أكثر سعادة، وأن يشعروا بالراحة في محل العمل، وهو ما يقود إلى زيادة الانتاجية، ويساهم في خلق بيئة عمل مُريحة، تسمح للجميع بالإبداع.

الموظفون ذوو الذكاء الوجداني غالباً ما يكونون قادرين على التعامل مع مشاكل العمل

أما الموظفون ذوو الذكاء الوجداني فغالباً ما يكونون قادرين على التعامل مع مشاكل العمل بصورة أفضل، ويتقبلون النقد بصدر رحب، وكذلك يستطيعون التفرقة بين النقد البنّاء والهدام. علاوة على ذلك، فإن الموظفين أصحاب الذكاء الوجداني يعلمون ما هي نقاط قوتهم ويعرفون كيف يستغلونها جيداً، وكذلك يدركون ما هي نقاط ضعفهم، وكيف يتحكمون فيها ويتخلصون منها.

الموظفون أصحاب الذكاء الوجداني يعرفون كيف يطورون من أنفسهم، ويكتسبون مهارات جديدة، ومع الوقت يكونون أكثر إنتاجية، وفي نهاية المطاف يتحول محل العمل إلى بيئة ذات مناخ يساعد على الإنتاجية والنجاح.

كيف تحسن الذكاء الوجداني لديك؟

نحن نولد بدرجة مُعينة من الذكاء ربما نستطيع مع الوقت زيادة مُعدّل الذكاء لدينا، ولكن الذكاء الوجداني أمر مُكتسب، بإمكاننا اكتسابه وتعزيزه وتحسينه لدينا، من خلال مجموعة من الأمور، واتباع عدة خطوات نستعرضها فيما يلي:

عبر عن مشاعرك

التعبير عن المشاعر أول خطوة لكي نعزز الوعي الذاتي لدينا، كما أنه بداية طريق تحسين الذكاء الوجداني. قبل أي شيء عليك أن تفكر في مشاعرك وعواطفك، وأن تعرف كيف تتفاعل مع المواقف الإيجابية والسلبية، سواء كانت متعلقة بزملائك في العمل، أو أفراد الأسرة أو حتى الغرباء المحيطين بك، وعندما تكون أكثر وعياً بمشاعرك وردود فعلك، فإنك سوف تستطيع التحكم فيها.

التعبير عن المشاعر  أول خطوة لكي نعزز الوعي الذاتي لدينا

تبنى وجهة نظرة

من الضروري أن يكون لديك وجهة نظر، وأن تكون رؤية حقيقية عما يحدث حولك، وتعيد التفكير في المواقف التي مررت بها.

راقب

بمجرد أن تزداد درجة وعيك بنفسك وبمشاعرك، سوف يكون عليك مراقبة ما يجري حولك وإمعان النظر فيما يحدث من مواقف، ثم ابحث عن أفضل السبل للتعامل معها.

تعاطف مع الآخرين

التعاطف مع الآخرين والانصات إليهم والتحدث معهم بصدق شديد سوف يساعدك على تعزيز الذكاء الوجداني لديك، لأنك مع مرور الوقت سوف تكبر قدرتك على فهم الآخرين، وإدراك المشاعر المختلفة، وبناء وجهة نظر.

بي بيرفكت للطب النفسي

أكاديمية كوريكتور 

أخصائي نفسي الولاء مكي 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top
× تريد المساعدة؟