كيف تتحدث مع ذاتك بطريقة أيجابية
قوة التحدث الإيجابي إلى النفس موثّقة علمياً، لأن التحدث إلى الذات في صيغة الشخص الثالث (أي اسمك) أو هو، بدلاً من ضمير الشخص الأول (أي.. أنا)؛ يمكن أن يساعدك في إدارة عواطفك الصعبة وبشكل أكثر فعالية.
في دراسة جديدة، اكتشف الباحثون أنه عندما يشير الناس إلى أنفسهم بأسمائهم الخاصة أو بضمير الشخص الثالث (هو)؛ فإن ذلك يساعدهم على اكتساب مسافة نفسية من الحديث السلبي عن النفس، بما يكفي لتعزيز سيطرتهم العاطفية بشكل كبير على ما يمرّون به.. على وجه التحديد وجد الباحثون، “أن المشاركين تعرضوا لضيق أقل عندما قاموا بتحليل مشاعرهم تجاه الأحداث باستخدام أسمائهم في الحديث مع أنفسهم، بدلاً من الضمير (أنا)”، كما وجدوا “أن هذه الحيلة لا تستهلك الكثير من الطاقة العقلية أو الوقت، على عكس التأمل مثلاً، حيث أن التأمل العميق يحتاج إلى الطاقة والوقت أكثر، كما يمكن أن يساعد التحدث إلى الذات في تحسين ثقتك بنفسك، ويمكن أن يتم ذلك من خلال:
– التعامل مع ناقدك الداخلي: في الأعمال التجارية والإبداعية مثلاً، تتعرض في كثير من الأحيان لصراع مع ناقدك الداخلي، في أفكار مثل: “لماذا لا يمكنني معرفة ذلك؟ – أنا جيد، لكن لست جيداً بما فيه الكفاية؛ يجب أن أستسلم”، فعندما تواجه مشاعر سلبية قوية مثل: القلق أو الإجهاد أو الشك الذاتي، يمكن أن يكون استخدام التحدث مع نفسك بضمير الشخص الثالث؛ بمثابة (تغيير في اللعبة) يمنحك ميزة نفسية، وبدلاً من إخبار نفسك: “لا يمكنني القيام بذلك” أو “هذا أمر صعب للغاية، فأنا أخاف”؛ تشير الدراسة التي أشرنا إليها أعلاه، إلى أن مجرد التعبير وإعادة صياغة الحديث مع نفسك مثل قولك: ” [اسمك] يشعر الآن؟.. [اسمك] يشعر بالخوف والغضب”، وهذا يمكن أن يقلل من الضيق، فنتيجة التحدث عن الذات بضمير الشخص الثالث.. من الناحية المعرفية أيضاً، هو نشاط الدماغ الأقل تعاطفاً، ومن الناحية العملية؛ يمنحك المزيد من التحكم بعواطفك، حتى تتمكن من التعامل مع المشاكل بهدوء.
– لا تحكم حتى تجرب: عند محاولة تطبيق هذه التقنية لأول مرة، قد تشعر بالسخافة! لكن من خلال جعلها جزء معتاد في روتين حياتك اليومي أو عندما تشعر بسيطرة العواطف الصعبة عليك؛ فإنك تختبر أن تكون أقل تأثراً بالعواطف والأفكار السلبية، التي تؤثر بشكل كبير على نجاحك في العمل والحياة، لأن نظرتنا إلى أنفسنا لها تأثير كبير على ما يمكننا تحقيقه، وأي خدعة تجعل الأفكار السلبية أقل قوة “تستحق الاستكشاف”، وإذا كان الأمر صعباً في البداية.. تحدث بصمت في رأسك أو اكتب أفكارك بصيغة الشخص الثالث على الورق، أو إذا كنت تفضل ذلك؛ تحدّث بصوت عالٍ واحتضن غرابة الأمر، على أي حال يمكنك تغيير المحادثة السلبية عن نفسك.
فوائد الحديث الأيجابي مع النفس
ستبدو كالمجنون لكن ستزداد ثقتك بنفسك، بحيث تنأى بنفسك عن الأضرار التي تسببها العواطف الصعبة أو المواقف الحرجة التي تتعرض لها في حياتك اليومية، فالحديث عن وإلى النفس بصيغة الشخص الثالث (هو) أو المُخاطب (أنت باسمك)؛ يشكل دعماً عاطفياً وهي أكبر فوائد هذه التقنية.
يقول أحدي العلماء : “ننخرط جميعاً في الحديث مع أنفسنا بضمير المخاطب، عندما نحتاج القليل من تعزيز النفس”، كما اكتشف كروس في واحدة من تجاربه التي تحدث فيها المشاركون مع أنفسهم بشكل ذاتي أو كتابة على الورق؛ بأن تأثير الحديث عن النفس ومعها (بصيغة الشخص الثالث أو المخاطب)، له تأثير إيجابي تلقائي، وفي استراتيجيات التنظيم العاطفي.. يقول كروس: “قد يكون الحديث عن النفس بضمير المخاطب أسهل بالنسبة للأشخاص، لأن التكاليف ضئيلة والنتيجة المحتملة قيّمة جداً”، حيث تخلق مسافة نفسية مع المشكلة العاطفية أو الموقف العصبي الذي تكون تحت ضغطه، كما أن الحديث مع النفس يمكنّك من اتخاذ القرارات المهمة بصورة موضوعية!
أخصائي نفسي
الولاء مكي