التعاطف مع الذات
ما الذي تعنيه الشفقة على الذات وكيف تعززها لديك؟
يتم استخدام مصطلحات الرحمة الذاتية ومحبة الذات بشكل كبير في العلوم المتخصصة، حيث أن وجود المزيد من التعاطف الذاتي يبني المرونة في مواجهة الشدائد، مما يساعد الناس على التعافي بسرعة أكبر من الصدمات النفسية أو الانفصال والطلاق القاسي، كما أنه يساعدك على التعامل بشكل أفضل مع الفشل أو الإحراج، لأن اللطف الذاتي يستلزم الشعور بالدفء والتفهم تجاه نفسك عندما تعاني أو تفشل أو تشعر بأنك غير كفؤ، بدلاً من جلد نفسك بنقد ذاتي، فهل القول أسهل من الفعل؟! قد تظن ذلك!.. لكن لحسن الحظ هناك بعض النصائح المفيدة لتعزيز التعاطف مع الذات:
- التدرب على التعاطف والشفقة على النفس: طورت البروفسورة الأمريكية كريستين نيف والمدرس في كلية الطب بجامعة هارفارد؛ كريستوفر جيرمر (Christopher Karl Germer)، تقنية “التأمل اليقظ لتنمية التعاطف الذاتي”.. أو الشفقة على النفس التي تقول:” كن لطيفاً مع نفسك في خضم المعاناة وسوف يتغير كل شيء للأفضل”، ووفقاً لأبحاث نيف وجيرمر السريرية: “فإن ممارسة تقنيات التأمل اليقظ لمدة 40 دقيقة يومياً لمدة 8 أسابيع؛ رفعَ مستويات التعاطف الذاتي لدى المشاركين بنسبة 43٪”.
- تعلّم الاستماع إلى نفسك: ويمكن أن يعني قبل كل شيء؛ الانتباه إلى الطريقة التي تتحدث بها داخلياً مع نفسك، وهو أمر حاسم للتعلم من أجل صقل شعور حميم بحب الذات، بالتالي الكتابة إلى نفسك بنبرة حنونة يمكن أن تساعدك، وتقول الدكتورة نيف: “ما نوع اللغة التي تستخدمنها مع نفسك عندما ترتكب خطأ ما؟ هل تهين نفسك أو ماذا تفعل؟ إذا كنت شديد النقد الذاتي لنفسك، فكيف يجعلك هذا تشعر من الداخل؟”.. بمجرد أجبت عن هذه التساؤلات يمكنك أن تبدأ في تغيير الطريقة القاسية التي تتعامل بها مع ذاتك، لذا استبدل هذا الصوت الداخلي القاسي بصوت أجمل كما تقول الدكتورة نيف وتضيف: “هو بالفعل خطوة نحو إخضاع الناقد الداخلي بهدوء – ومحاولة تخفيف قسوته بفعالية”.
- السبب الثاني وراء أهمية الاستماع إلى النفس؛ هو أنه خلال أوقات الاضطراب العاطفي، اسأل نفسك “ماذا احتاج؟”، واستمع جيداً للإجابة الداخلية، يمكن أن تختبر كم أنك شخص لا يُقدر بثمن، هذا ويشير الباحثون، “إن مجرد طرح السؤال هو في حد ذاته ممارسة للتعاطف الذاتي، بمعنى.. زراعة النية الحسنة تجاه الذات”، لكن من المفيد أيضاً الاستجابة سلوكيا لهذا التساؤل على سبيل المثال، عن طريق شرب كوب من الشاي أو مداعبة حيوان أليف، “لأن اللطف الذاتي أكثر أهمية من أن تصبح شخصاً حكيم”.
- متعة التعلّم: الاستمتاع بالأشياء الأساسية اليومية التي كنت تتمتع بها بشكل عفوي وأنت طفل، إن إعادة تعليم أنفسنا المتعة على هذا النحو؛ عنصر أساسي من عناصر اللطف الذاتي، مثل تحسس وتذوق.. السير وتناول الأكل؛ بهدف الاستمتاع بالبيئة والغذاء، حيث ترتبط هذه السلوكيات ارتباطاً وثيقاً بعادة الاستماع إلى نفسك وما تحتاجه.