التصالح مع الذات

ما معنى التصالح مع النفس وكيف أكون متصالح مع نفسي؟ خطوات التصالح مع الذات وتحقيق السلام الداخلي، أسرار التصالح مع النفس وقواعد التواصل مع الذات .

مفهوم التصالح مع الذات
 يمكن تعريف التصالح مع الذات أنه قبول الذات بما فيها  من نقاط القوة ونقاط الضعف، والنظر إلى العيوب كجزء طبيعي من الشخصية يمكن إصلاحه أو التعايش معه إن لم يكن قابلاً للإصلاح، والأهم من ذلك إيجاد الطريق للسيطرة على الأفكار السلبية التي تنشأ من الصراع الداخلي، وتحقيق التوافق بين الأفكار والمشاعر، بين الدوافع والسلوك، وبين الرغبات والقيود.
العمود الفقري للتصالح مع النفس هو التوقف عن الإساءة للذات بمختلف أشكالها، ويتضمن التصالح مع الذات الكثير من الجوانب، منها التصالح مع المظهر والشكل الخارجي، والتصالح مع البيئة الاجتماعية التي نحيا بها، كذلك تقبل أخطاء الماضي وتجاربه المؤلمة والتصالح معها، إضافة إلى التصالح مع دوافعنا الغامضة من خلال فهمها وتفسيرها وتعديل تأثيرها على السلوك.

كيف أكون متصالحاً مع نفسي؟

  • ابدأ بالرضا والامتنان أولاً: اجعل الرضا عن الذات والامتنان ممارسة يومية، فكر كل يوم عندما تستيقظ بالنعمة التي لديك، وتذكر كلّ ما منحتك إياه الحياة، كن ممتناً لما أنت عليه لتصل إلى ما ترغب أن تكون عليه.

  • لا تسعى للكمال: السعي للكمال يستند إلى اعتقادٍ راسخ أنك لست جيداً بما يكفي وكل ما لديك لا يكفيك، بالتالي السعي للكمال لن ينتهي أبداً ولن تصل إلى نقطة الرضا في حياتك، يجب أن تصدّق أنك جيد بما يكفي، وأنّ الكمال من المحال، عندما تتوقف عن السعي للكمال ستجد أهدافاً واقعية وحقيقية تساعدك بالرضا وتجعلك متصالحاً مع ذاتك.

  • عبّر عن مشاعرك بصدق: ليس بالضرورة أن تعبّر للآخرين ولكن لنفسك على الأقل، كن صادقاً بمشاعرك ومباشراً، لا تحاول أن تخدع نفسك وتقول أنا لا أخاف من شيء أو لا أندم على شيء، أخبر نفسك بصدق ما الذي يخيفك، ما الذي يجعلك نادماً، ما الذي يجعلك عاجزاً وضعيفاً، هكذا تكون متصالحاً مع نفسك.

  • سيطر على صوتك الداخلي: يستمد الصوت الداخلي طاقته من عقلك الباطن، فعندما تمتلك أفكاراً سلبية راسخة في العقل الباطن ستعاني من النقد الذاتي والصوت الداخلي الشرير الذي يجلدك دائماً ويسلبك السعادة والراحة حتى في أكثر أوقات حياتك إنجازاً ونجاحاً، لذلك يجب أن تتحكم بصوتك الداخلي وتواجهه بقوة وحسم، فصراعك مع ذاتك لا يمكن إنهاؤه إلّا إن تحول صوتك الداخلي لقوّةٍ إيجابية تعطيك تحفيزاً إضافياً.

  • استخدم التأكيدات الإيجابية: التأكيدات الإيجابية واحدة من أنجح وسائل السيطرة على الصوت الداخلي لتعزيز الرضا عن الذات والتصالح مع النفس، وتقوم التأكيدات الإيجابية على تعديل الخطاب الذاتي والطريقة التي تخاطب بها نفسك من خلال مجموعة من العبارات التحفيزية المتكررة التي تدخل في برنامج عقلك الباطن وتحل محلّ العبارات السلبية.

  • عالج الطفل الذي بداخلك: إن كان الصراع مع الذات نتيجة مباشرة في معظم الأحيان لتجارب وذكريات راسخة لديك؛ فأفضل ما يمكن فعله لتكون متصالحاً مع نفسك أن تستعيد الطفل الذي بداخلك وتعالج جروحه، وقد تناولنا مفهوم الطفل الداخلي وطريقة علاج الطفل الداخلي .

  • ضع نفسك حيث تستحق: لا تقلل من شأن نفسك، ولا تخالط أشخاصاً يقللون من شأنك أو يحاولون إحباطك وتضخيم عيوبك وتجاهل إيجابياتك، كن دائماً مع الأشخاص المناسبين، وصادق الراضين عن أنفسهم لتتعلم منهم الرضا، ابتعد عن المنافقين لأنك تستحق المحبة الحقيقية، واترك السلبيين لأنك تستحق الإيجابية.

  • كن مخلصاً وأحب ما تفعل: حتى إن لم تكن راضٍ عن عملك بشكلٍ كامل، يجب أن تكون مخلصاً دائماً، فإخلاصك بكل ما تقوم به سيقودك إلى الرضا عن ذاتك، أحب ما أنت فيه الآن مهما كان سيئاً واسعى لتحقيق ما تحبه أكثر.

  • كافئ نفسك: أنت تستحق المكافأة، عندما ترسم أهدافك الشخصية تأكد أن تتضمن مكافآت على إنجازاتك حتى الصغيرة منها.

  • لا تطلق أحكاماً مطلقة: لتكون متصالحاً مع نفسك يجب أن تطور نظرتك للأمور من حولك، توقف عن إطلاق الأحكام المسبقة والمطلقة، وعزّز الحيادية والفكر الناقد لديك، حاول أن تتخلى عن نظرتك المسبقة للأشياء والأشخاص، واستبدلها بالمعرفة والتجربة، حتى على مستوى الأشياء الثانوية والبسيطة، مثل تجربة نوع طعام لم تجربه في حياتك لكنك تعتقد أنه سيئ!

  • اهتم بصحتك وجسدك: الاهتمام بصحة الجسد جزء جوهري من الرضا عن الذات والتصالح مع النفس، اترك العادات التي تدمر صحتك واستمع لما يقوله جسدك، حافظ على تغذية صحيّة ومارس الرياضة بانتظام، واعتنِ بنفسك لأنها تستحق العناية!

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟