التصالح مع الذات

قلل النقد الذاتي

أحيانًا يكون الإنسان هو أكبر منتقد لنفسه، فيحاصره صوته الداخلي بالتشكيك به، مما ينعكس على نظرة الآخرين له، وكما يقول الكاتب الإنجليزي وليام هازليت: “الذي يقلل قيمة نفسه يقلل الآخرون من قيمته”.
لذلك كن منتبهاً لصوت النقد الداخلي، وأوقفه فوراً، ولا تسمح بالاسترسال مع الأفكار التي تقلل من قدرك، ولا يتنافى هذا مع مراجعة النفس، وتصحيح الأخطاء، والسعي للتطور، وإنما يجعلك منتبهاً للأفكار والكلمات السلبية المحبطة.
ولن تتمكن من تحقيق ذلك، إلا بالتوقف عن مقارنة النفس بالآخرين، فعلى الرغم من أن العالم كله حولنا يشجعنا على عقد المقارنات طوال الوقت، بتشجيع فكرة المنافسة، إلا أنك إذا أردت أن تفتح صفحة جديدة مع ذاتك، وتحبها وتقدرها، فكف عن تضييع الوقت بمقارنتها مع الآخرين، واعتز بما لديك، وطوّر مواهبك، واستمتع بحياتك بعيداً عن التنافس، واعلم إنك مميز.

قدر إنجازاتك

يقول الفيلسوف الأمريكي رالف والدو إيمرسون: “الحماس هو المحرك الرئيسي للجهد، وبدونه لا يتحقق شيء عظيم”، وإذا أردت الحفاظ على حماسك دائماً، لابد أن تدرك مدى شجاعاتك وجسارتك، وحجم الإنجازات التي حققتها، فربما في خضم المقارنات والنقد المستمر لا تلاحظ إنجازاتك، لذلك توقف قليلاً، وامنح نفسك الثناء الكافي، يكفي أنك بذلت قصارى جهدك، حتى ولو لم تظهر النتائج الملموسة، فرحلتك ملهمة، وستثمر قريباً.
كثيراً ما نركز على الأشياء التي قمنا بها بشكل خاطئ، وننسى ما قمنا به بشكل صحيح، مما يجعلنا ندور في حلقة مفرغة من الإحساس بالسوء والتقصير والفشل.
وفي الأغلب يركز الناس على فشلهم أكثر من إنجازاتهم، ربما للحماية الذاتية من الإخفاقات المستقبلية، ولا بأس بالاعتراف بالأخطاء، ولكن إذا كنت حقاً تريد بدء صفحة جديدة مع نفسك، فعليك أن تركز على أفعالك التي قمت بها بشكل صحيح، وتأكد أنه حتى أصغر الأشياء تحدث فرقًا، وتستحق الثناء.

 

اعتني بنفسك

اعتني بنفسك جسداً وعقلاً وروحاً، فهو أمر أساسي للمحبة الذاتية، خصص وقتاً لك لتفكر فيما يسعدك حقًا، وثق أن إسعادك لنفسك هو ما يجعلك ناجحاً ونشيطاً ومحباً للآخرين ومؤثراً بشكل إيجابي في حياتهم.
جرّب أن تكتب هذا السؤال على ورقة: “سأحب نفسي أكثر حينما أفعل..”، وقم بملء هذه النقاط بما تشعر أنه حقاً يسعدك، مهما كان بسيطاً أو تفصيلياً، وهذه بعض الاقتراحات:
أتمرن 20 دقيقة في اليوم.

  • أتأمل وأسترخي في هدوء.

  • أتعلم شيئاً جديداً.

  • أقضي المزيد من الوقت مع الأصدقاء.

  • أحصل على جلسات تدليك بشكل منتظم.

  • أتطوع في نشاط خيري يهمني.

  • أحصل على أجازة.

  • أبدأ مشروعي الخاص.

  • أتناول طعاماً صحياً.

  • أتنزه في الطبيعة.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟