كيف تجعل دماغك يتوقف عن القلق؟
اغلب وصفت بالقلق أو التوتر المفرط الذي غالبا ما يؤدي إلى أعراض جسدية أخرى، و “إن الروابط بين الأنظمة العاطفية وتلك المعرفية (التفكير والذاكرة والتخيل وتعلم الكلمات والإدراك)، أقوى من الروابط بين الأنظمة المعرفية والأنظمة العاطفية”، لادكوس هو النظام الحوفي (عبارة عن نظام معقد من الأعصاب والشبكات داخل الدماغ، وهي المعنية بالمزاج، كما يتحكم النظام الحوفي بالعواطف الأساسية كالخوف، السرور، والغضب، كذلك الدوافع الأساسية كالجوع، الجنس، حب السيطرة والهيمنة، ورعاية النسل)؛ هذه البنى العميقة داخل النفس والتي تستحضر الاستجابة العاطفية (هي الجزء الأقدم في الدماغ البشري)، أم الجزء الأحدث فهي قشرة الفص الجبهي الأمامي، والذي يساعدنا على تفسير لماذا..
على الرغم من أننا مخلوقات ذكية فإننا في أحيان كثير نتخذ قرارات غبية؛ ويمكنني توصيف هذه الحال بقدرتنا غير المفسرة على الشعور بالندم إذا لم نقدْم على شيء ما! أن تشتري سلعة ما مثلاً خوفاً أن ينتهي مفعولها وأنت لست بحاجة لها أصلاً!..
فلماذا تسيطر على أدمغتنا هذه الثنائية من الخوف والندم في معظم قراراتنا؛ حتى في رغبتنا بإنجاب أطفال فقط لأن الآخرين يفعلون ذلك وخوفنا أن نندم، ثم نندم لأننا اتخذنا هذه الخطوة في حياتنا… الخ، أحاول فقط سرد بعض الأمثلة على سبيل توضيح الحالة التي يمرّ بها دماغنا في تفسير لماذا؟
فالقلق يعطل قدرة الدماغ المعرفية (الفكرية والإدراكية)؛ خلال اللحظات التي يسيطر فيها على تفكيرك، ولن تخطئ عندما تفكر إنه لا بد لك من التفوق على القلق، لأنك في عصر متسارع وتعمل 24 ساعة لمدة 7 أيام في الأسبوع!.. فإن التحفيز سواء كان إيجابياً أو سلبياً يسيطر عليك، ومهما يكن فإن هذا التحفيز ينشط استجابة الدماغ… فالتحفيز الزائد الإفراط في التحفيز أو الإرباك يساوي قرارات سيئة.. تذكر هذا المعادلة جيداً (تحفيز+ إرباك= قرارات سيئة).
خطوات السيطرة على القلق الشديد
1- اختبار معتقداتك غير العقلانية: غالباً ما يكون لديك معتقدات غير منطقية تقودك إلى رؤية تهديد حيث لا يوجد أي تهديد فعلياً، وتتضمن معظم هذه المعتقدات حاجتك إلى الارتقاء إلى مستوى الحياة الذي (يجب) أن تصل إليه معيشياً ومهنياً، لذا ابحث عن توازن أكثر واقعية بين معتقداتك المثالية وشخصيتك الحقيقية.. وستتراجع مخاوفك والقلق كنتيجة.
2- تعلم كيف تناقش طريقتك في التفكير من خلال مشاعرك: يتعلم من يخضع للعلاج السلوكي المعرفي مواجهة أفكاره غير المنطقية ومخاوفه بتقييم أكثر وضوحاً وبشكل مباشر، حيث تتضمن هذه العملية استبدال الطرق السلبية التي تفكر بها؛ بأفكار أكثر حيادية وإيجابية أيضاً.
3- ضع مشاعرك جانباً عندما تتخذ قرارات مهمة: حيث تتأثر القرارات بالحجج العاطفية بسهولة، مثل ما يقوم المحامي خلال المحاكمات.. بعمل ناجح من خلال جذب انتباه القضاة، على أمل أن يجعلوا تعاطفهم مع موكله أكثر ترجيحاً لأحكامهم من المسؤولية القانونية، ولن يكون أي إنسان في حالة قلق بعيداً عن مثل هذه المواقف، لذلك كلما زادت قدرتك على فصل المنطق عن العاطفة، زادت احتمالية قيامك باختيارات وقرارات عادلة ومعقولة.
4- احصل على دعم شخص يمكنه مساعدتك: تتفاعل مشاعرنا بقوة في مواقف معينة يتعرض لها أقرب الأشخاص إلينا، ونحاول قدر استطاعتنا مساعدتهم، إذ لا يمكننا كبح جماح هذه المشاعر، حيث يمكن أن يكون الشخص الآخر المقرب منك بمثابة “القشرة المخية” لديك؛ عندما يتأثر جسمك بقسوة تحت تأثير الضغط، الذي يمكن أن يحكم نظامك المعرفي والإدراكي.
5- بناء الثقة في ضبط نفسك: وفقا لمفهوم الكفاءة والفعالية الذاتية؛ يمكن للناس أن يسيطروا على سلوكياتهم الإشكالية والصعبة والمريبة أيضاً، عندما يدركون قدرتهم على ممارسة هذه السيطرة، فكلما اكتسبت قوة بفعل القرارات الجيدة التي تتخذها (من خلال قدرتك على قهر مخاوفك والانتصار عليها، أو السيطرة على دوافعك واستجابات جسدك)؛ سوف تجد تدريجياً أن تلك السيطرة على الدوافع والمخاوف قلّت أكثر وأكثر، بالتالي مستوى القلق انخفض.