التخريب عند الاطفال (2)

سلوك تقطيع وتمزيق الأوراق عند الأطفال أو تكسير وتخريب الألعاب وسلوك رمي الأغراض وغيرها من سلوكيات التخريب التي يقوم بها الطفل؛ جميعها من المتصرفات التي تضع الأهل في حالة مزاجية عجيبة!، من جهة هم منزعجون لأن الطفل يقوم بالتخريب والتمزيق والرمي، ومن جهة أخرى هم قلقون أن يكون سلوك التخريب عند الأطفال مشكلة سلوكية يجب علاجها وخائفون أن يؤذي نفسه، ذلك كله بالتزامن مع سعادة بعض الأهل لقدرة أطفالهم على التعامل مع الأشياء وتفكيكها أو تخريبها، خاصة في المرات الأولى التي يظهر بها سلوك التخريب عند الأطفال.

كيف يمكن علاج سلوك التخريب عند الأطفال؟    

أن التعامل مع الطفل المخرب مهما كان عمره يتطلب أولاً ردة فعل ثابتة، فوجود عدد كبير من المتدخلين بتربية الطفل من عمات وأعمام وأخوال وغيرهم سيفاقم الحالة ويشتت الطفل بين من ينهره ومن يضحك عند تخريبه للأشياء ومن يتحدث معه بطريقة عقلانية.

وإليكم بعض أفضل الأساليب والطرق للتعامل مع سلوك التخريب عند الأطفال:
1- حماية الطفل أولوية: 
مهما كانت طبيعة الأعمال التخريبية التي يقوم بها الطفل فإن حمايته من الأذى يجب أن تكون الأولوية بالنسبة لنا، حيث يجب إبعاد كل ما هو مؤذٍ من أمام الأطفال مثل الزجاج أو الأدوات الحادة أو أعواد الثقاب، كما يجب الحفاظ على أقصى قدر ممكن من الرقابة الأبوية غير المباشرة على الطفل لحمايته من الأذى وليس خوفاً على الأشياء والأغراض!، وهذا ما يجب أن يفهمه الطفل أيضاً، أننا نخاف عليه أكثر من خوفنا على الأغراض التي يدمرها.

2- فهم سلوك الطفل المخرب: كل الفقرات السابقة في هذا المقال تهدف إلى توضيح أهمية فهم السلوك الذي يقوم به الطفل قبل التعامل معه، فإذا كان طفلك يقوم بتقطيع وتمزيق الأوراق لا بد من فهم سلوكه، هل هو من باب اللعب أم بقصد الإزعاج أم للفت الانتباه، وبناء على السبب يمكن تحديد طريقة التعامل معه.
فالطفل الذي يمزق الأوراق لا بد أولاً أن نبعد عنه الأوراق المهمة، ربما نقدم له بعض الأوراق البيضاء ليمزقها ويرضي دوافعه، ثم نحاول تعليمه الرسم على هذه الأوراق أو صناعة أشكال منها بدلاً من تمزيقها، وهكذا.

3- القواعد المنزلية الثابتة والمستقرة: على عكس ما يظن الأهل فإن الأطفال يعشقون الالتزام بالقواعد والروتين، ويحبون ملاحظة آثار التزامهم، وعندما ترى أن طفلك يخالف القواعد لا بد أن تعيد النظر بطريقة فرض قواعدك المنزلية فالطفل يتشتت عند وجود قواعد غير واضحة وغير ثابتة، وعند وجود عدد كبير من الأطراف المعنيين بمنعه أو السماح له، لذلك لا بد من بناء منظومة قواعد ثابتة مستقرة ومفهومة، اقرأ مقالنا عن وضع قواعد للطفل في البيت.

4- لا تدلل طفلك ولا تقسو عليه: واحد من أسباب استقرار سلوك التخريب عند الأطفال هو الدلال الزائد، وللمفارقة فإن القسوة الزائدة أيضاً تعطي نفس النتيجة، لذلك يجب أن يفهم الطفل محبتنا له، وفي نفس الوقت يجب أن يفهم القواعد التي يجب عليه الالتزام بها.

5- لا تهدد ولا تعوض: تهديد الأطفال بعقوبات مبالغ بها دون تنفيذ هذه العقوبات يجعلهم متساهلين مع القواعد المنزلية وغير مكترثين بهذه التهديدات، لذلك يعتبر التهديد أسلوباً غير فعال بل ويعطي نتائج عكسية.
كذلك سلوك التعويض عن الأغراض التي يخربها الطفل يعتبر سلبياً جداً، فعندما يكسر الطفل إحدى ألعابه عمداً لا يجب تعويضه عنها بأي شكل من الأشكال، وحتى عندما يقوم الطفل بتخريب شيء من أغراض البيت يجب أن يشعر بصعوبة شرائه مجدداً، وقد يلجأ بعض الأهل لخصم مبلغ من مصروف الطفل بهدف التعويض عن الأضرار، شريطة ألا يفهم الطفل من ذلك أن المشكلة هي ثمن الأغراض التي أفسدها!.

6- الثواب والعقاب على سلوك التخريب عند الأطفال: هناك الكثير من المذاهب لعقاب الأطفال التي تتراوح بين الشدة واللين، لكن على وجه العموم يجب أن يكون العقاب واضحاً ومفهوماً بالنسبة للطفل، متناسباً مع عمره، وبعيداً عن الأساليب المهينة أو العنيفة، كما يجب أن يحصل الطفل على مكافآت معنوية ومادية على السلوك الجيد، دون أن تتحول المكافأة لرشوة

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟