التأثير الايجابي للمشاعر السلبية

تستحق المشاعر الإيجابية الاهتمام، لكن كونك متفائلاً باستمرار فهذا شيء يحمل سلبياته أيضاً، حيث يجب أن تحتضن كل مشاعرك، ليس فقط المشاعر الطيبة، كما أن مواجهة وقبول الغضب والحزن؛ أمران حيويان لصحتنا العقلية والنفسية، ويمكن أن تنقلنا المشاعر السلبية إلى أعماقنا وتربطنا بأنفسنا، حتى أنك عندما تقع في أرض الأحزان ولا تستطيع جمع شتات نفسك، فإن هذه اللحظات هي من أقوى وأغنى الأوقات في حياتنا!

أهمية السلبية للصحة

لا تخجل من الأفكار السلبية.. 
اعتاد مجتمعنا على وصم مجتمعنا العواطف السلبية، والمتوقع منك أن (تشعر) لكن أن تبدو مثالياً طوال الوقت، أما الضعف والضغط والمعاناة لا لزوم لها، لذا يشعر الأشخاص الذين يعانون من الألم النفسي؛ بالحاجة إلى التواجد بمعزل عن غيرهم حتى أقرب الناس إليهم، لأنهم يشعرون بوجود شيء خاطئ معهم وكأنهم منبوذين!
لا تحتاج أن تشعر بالخجل لأنك تواجه وتعبر عن الأفكار أو العواطف السلبية، كلنا ينبغي أن نفعل ذلك لأنها عادة صحية، وقمع مشاعرك يعني أنه يصعب عليك محاولة إسكاتها، بالنتيجة سيكون من الصعب عليك الكفاح من أجل إيجاد مخرج.

المشاعر السلبية طبيعية
يجب عليك تطوير علاقة صحية معها، فإما أن تجتر الأحداث الحزينة مراراً وتكراراً، لأنه لا يمكنك التخلي عنها، أو أن تقيم علاقة صداقة مع عواطفك، للاستماع إليها وفهمها والتعلّم منها أيضاً، حيث يعد التنظيم العاطفي الفعّال؛ جوهراً للنمو الشخصي.
للمشاعر السلبية تأثير إيجابي، ويمكن أن يؤدي تجاهل هذه المشاعر أو قمعها إلى حدوث تأثيرات غير مرغوبة على صحتك العقلية ورضاك عن حياتك

لا تحتاج حماية نفسك من مشاعرك السلبية

الألم أمر لا مفر منه مع ذلك ليست كل المعاناة ضرورية، وهي واحدة من أعظم مفارقات الحياة؛ كلما حاولنا الهرب من المعاناة.. كلما عانينا أكثر وربما بشكل مضاعف، فنحن نعيش في مجتمع مدفوع بالخوف، وزرع فينا الخوف من الأشياء الخاطئة، كانت هذه الفكرة وراء كتاب “ثقافة الخوف”، لعالم الاجتماع باري غلاسنر (Barry Glassner) الذي يوضح: “إن مجتمعنا يتعرض للتلاعب بمخاوفَ متعددة.. معظمها لا أساس له، بحيث درج استخدام الحكايات والقصص المؤثرة؛ بدلاً من الأدلة العلمية، وتصوير الأحداث المنعزلة كاتجاهاتٍ تصوّر فئات كاملة من الناس على أنها خطرة بشكل كبير”، وترى الثقافة التي يحركها الخوف؛ الأفكار السلبية كأعداء نشعر بالحاجة إلى حماية أنفسنا من هجماتهم، “ولا معنى لكل ذلك”.. كما يؤكد علاسنر.
توضح المعلّمة البوذية بيما شودرون (Pema Chödrön): “نعتقد أننا بحماية أنفسنا من المعاناة، نكون لطفاء مع ذواتنا، لكن الحقيقة هي أننا فقط نصبح أكثر خوفاً وأكثر تشدداً ونفوراً، ويمكن أن يفصل هذا بين عواطفنا.. بحيث ننشئ سجنا داخلنا ونحدّ من إمكاناتنا، وبدلا من الازدهار.. نشعر بالانفصال عن أعماقنا، كما نكون خائفين من مواجهة هذه المشاعر، التي يُفترض أن نختبرها”، وتضيف تشودرون: “من الغريب شعورنا بأننا إذا حاولنا حماية أنفسنا من الانزعاج (فنحن نعاني).. مع ذلك عندما لا ننغلق على أنفسنا، وعندما ندع قلوبنا منفتحة؛ نكتشف القرابة مع الوجود في ذواتنا”، إن المعاناة ليست لطيفة، لكن عندما تُفتح قلوبنا.. نصبح متيقظين.

اخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟