الاحساس بالدونية (2)

يعاني الكثير من شعور بالنقص والدونية سواء كان مستمراً وسمة للشخصية أم مؤقتاً ومرتبطاً بأحداث أو أشخاص معينين، ومعرفة المشكلة هي نصف العلاج،

أنماط عقدة النقص

هناك نوعان رئيسيان لحالة الشعور بالنقص والدونية وهما:

  1. عقدة النقص الاولية : يبدأ هذا النوع في الطفولة كنتيجة للشعور بالعجز والممقارنة بشكل سلبي من قبل الأهل مع الأطفال الآخرين، وتعرض الطفل للتنمر في المنزل أو المدرسة بسبب شكله أو شكله أو لون شعره..

  2. عقدة النقص من الثانوية : يحدث هذا النمط في مرحلة البلوغ، وهو امتداد لمشاعر آتية من مرحلة الطفولة، يتجلى هذا النوع في وجود تدني لاحترام الذات، ويزداد سوءاً عندما لا يتمكن الأشخاص من الوصول إلى تحقيق أهدافهم في الحياة بعد، ولا يمكنهم تحقيق ما يخططون له، بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم أو لقلة الموارد أو التسويف الذي يعطل الشخص عن فعل الشيء الذي يحب أن يفعله.

علاج عقدة النقص والشعور بالدونية

ينطوي علاج الشعور بالنقص والدونية أولاً على الفهم الكامل للعوامل المساهمة في الحالة، مثل وجود مشاكل من الطفولة أو الإصابة باضطراب الصحة العقلية مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق، والأهم اعتراف الشخص بأنه يعاني من الشعور بالنقص.
وذلك بهدف اختيار طريقة العلاج الملائمة للتعامل هذه الحالة، حيث توجد مجموعة من العلاجات السلوكية والدوائية التي تستهدف علاج عقدة النقص وهي:

  • العلاج السلوكي المعرفي: وهو أحد أشهر أنماط العلاجات السلوكية التي تركز على تغيير أنماط التفكير والمشاعر السلبية بشكل تدريجي، وقد أثبت هذا النوع من العلاج قدرته على معالجة المشاعر الداخلية المرتبطة باحترام الذات.

  • العلاج الدوائي: يمكن أن تساعد الأدوية في علاج حالات عقدة النقص التي يرافقها أعراض القلق أو الاكتئاب، ولكنها لا تعمل على علاج عقدة النقص بشكل مباشر، بل تساهم في تخفيف الأعراض النفسية المرافقة لشعور الدونية، وكأمثلة على الأدوية المستخدمة: مضادات الاكتئاب أو الأدوية المهدئة للقلق والأدوية المساعدة على النوم.

  • كتابة اليوميات أو التدوين اليومي: أي التعبير عن الأفكار والمشاعر بطريقة الكتابة اليومية. لا تعتبر هذه الطريقة طريقة أساسية لإدارة حالة عقدة النقص، ولكن يمكن أن تساهم كأداة لجعل العلاجات الأخرى (الدوائية أو السلوكية) أكثر فعاليّة، كما أنها أكثر الطرق أماناً لتكتب ما لا يمكن للآخرين الاطلاع عليه فهذه الخصوصية تتعلق بطريقة رؤيتك للأمور السلبية في حياتك وكيف يمكنك أن تجد الحلول المناسبة لها عندما تسميها باسمها وتدونها في دفتر يومياتك الخاص.

  • الابتعاد عن الأشخاص السلبيين: غالباً ما يتغذى شعور النقص والدونية على استمرار وجود الأشخاص السلبيين في حياتك، حاول الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص، وابدأ ببناء علاقات صحية قائمة على النديّة.

  • إجبار الذات على خوض مغامرات جديدة: وهذه واحدة من أهم الممارسات العلاجية لعلاج النقص والدونية، فغالباً ما يكون الخوف من أي تجربة جديدة سبباً في جعل الفجوة داخلك أعمق وأكثر ظلمة، وهناك الكثير من التجارب التي ستكتشف كم كانت سهلة وبسيطة عندما تخوضها.

  • كن متميّزاً: الشعور بالدونية لا يرتبط عادةً بتحصيلك العلمي أو مستواك المالي الحالي أو حتى مستوى ذكائك ونوعية خبراتك، لكن مع ذلك كلّما كانت عملية تطوير الذات مستمرة ومستديمة كلّما تمكنت من تقليل أعراض الشعور بالنقص، وكلّما استطعت الوصول إلى مراتب مميزة فيما تفعله كلّما كنت قادراً على إثبات قدراتك أمام نفسك بالدرجة الأولى.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟