الأكتفاء الذاتي

تعريف الاكتفاء الذاتي للفرد

الامتلاء أو الاكتفاء الذاتي هي مرحلة عالية من تقدير الذات والثقة العالية بالنفس، يكون الشخص المكتفي بذاته متصالحاً مع ذاته، مدركاً لجميع نقاط قوته وضعفه؛ فيعمل على تعزيز نقاط قوته وقبول نقاط ضعفه والسعي لتحسينها والنمو الشخصي تدريجياً.
باختصار.. الاكتفاء الذاتي هي حالة من الإيمان بالذات وتلبية احتياجات النفس من الداخل، وليس من الأحداث أو الأشخاص أو الظروف الخارجية

 سمات وصفات الشخص المكتفي بذاته:

  • إدراك التنمية الذاتية:

  • يدرك الشخص في حالة الاكتفاء الذاتي أنه قادر بنفسه على تنمية مشاعر السعادة والسلام رغم كل الأحداث الخارجية، إذ أنه يدرك قدرته على تلبية احتياجاته النفسية والعاطفية والمادية بنفسه، دون الاتكّال على الآخرين أو انتظار الظروف الخارجية حتى تتحسّن.

  • االانفتاح على الآخرين:

  • الشخص المكتفي بذاته قادر على الانفتاح على الآخرين واكتساب الخبرات والتجارب من خلال تعامله معهم، دون التعلّق بهم أو التفكير باتبّاعهم، فهو متحرر تماماً من آراء الآخرين، ولا يحتاج إلى الحصول على موافقتهم ولفت انتباههم أو الحصول على القيمة الشخصية من خلالهم.

  • علاقاته متوازنة وصحيّة: 

  • يتميز الشخص المكتفي ذاتياً بقدرته على إنهاء العلاقات السامة والمستنزفة دون أن يكون لذلك تأثير كبير على حياته وحالته النفسية، كما يكون قادراً على انتقاء الأشخاص من حوله بطريقة صحيحة مبنية على التوازن في العلاقة.

  • الشخصية المستقلة: 

  • يتميز الشخص المكتفي ذاتياً بشخصية مستقلة يصعب التأثير عليها من الآخرين كما يمتلك مجموعة من المبادئ والثوابت التي يتبناها عن قناعة ما يساهم في استقلال شخصيته.

  • القدرة على التطور والنمو:

  •  من مميزات الشخص المكتفي ذاتياً قدرته على تحقيق النمو والتطور السريع في مجالات الحياة المختلفة انطلاقاً من فهمه العميق لذاته ومهاراته وقدراته، حيث يستطيع المكتفي ذاتياً تجاوز الكثير من العقبات التي يواجه الشخص الاعتمادي والمتردد أو الذي يتأثر بمحطيه بشكل مفرط.

كيف أصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي نفسياً وعاطفياً؟

حالة الاكتفاء الذاتي تتطلب جهد داخلي من قبلك؛ أي تحتاج لتوجيه أفكارك والتعامل السليم مع مشاعرك، بالإضافة إلى ممارسة سلوكيّات معينة تساعدك في الوصول إلى مرحلة الإشباع الذاتي، إليك بعض الأفكار والنصائح التي تساعدك على الوصول إلى حالة الامتلاء الذاتي:

  • تعزيز القيمة الذاتية: تعلّم الحصول على القيمة الذاتية من خلال نفسك، وليس من خلال الآخرين، أنت لست بحاجة أن تستولي على اهتمام أو انتباه الآخرين من أجل الحصول على احترامك لذاتك، تعلّم كيف تقدم المدح والتقدير والقيمة لذاتك وذلك على أبسط الأمور التي تقوم بها.

  • الثقة بالحدس الشخصي: تعلّم أن تثق بحدسك ومشاعرك لتصل للقرارات والاستنتاجات الشخصية المناسبة لك دون اتبّاع أحد، هذا لا يعني ألا تطلب النصيحة من أحد، بل على العكس كنت منفتحاً على الأفكار الجديدة ولكن لتكن أنت صاحب القرار النهائي في أي أمر يخصّ حياتك.

  • مارس هواياتك المفضلة: ابحث عن القيام بالأشياء التي تحبهّا والتي يمرّ الوقت دون أن تشعر أثناء ممارستك لها، يصل الكثير من الأشخاص لمرحلة الامتلاء الذاتي من خلال ممارسة الهوايات الشخصية، لأن ذلك يسمح لهم بقضاء وقت جميل مع أنفسهم. وهو ما يعزّز من حب الذات وتقديرها.

  • تعزيز استقلال الشخصية: من الجيد الاعتماد على الأشخاص المحيطين بك في مساعدتك على القيام ببعض الأمور، ولكن لكي تحقّق الاكتفاء الذاتي يجب أن تتعلّم الاعتماد على نفسك في أداء مهامك، لأن ذلك يساهم في تعزيز ثقتك بنفسك ويخفّف من احتياجك للآخرين.

  • تدّرب على عدم رفع سقف توقعاتك من الآخرين: بمعنى آخر تحرّر من فكرة اعتمادك على الآخرين من الأهل والأصحاب في منحك السعادة أو الراحة أو أي شعور إيجابي أنت ترغب به. بالطبع يحقق لك وجودهم إضافة جميلة، ولكن بدون أن يؤدي ذلك إلى التعلّق والاحتياج لهم.

  • ابحث عن الاستقرار المالي: لا يمكننا أيضاً أن نهمل ذكر أهمية الاستقلال المادي في زيادة شعورك بالاكتفاء الذاتي، تساعدك الحرية المالية التي تحقّقها من خلال العمل الخاصّ أو الوظيفة في إدراكك لأهمية نفسك وزيادة تقديرها، خاصةً عندما يكون عملك هذا يخدم توجهّاتك وأهدافك في الحياة.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top
× تريد المساعدة؟