الأعتماد العاطفي

مفهوم وتعريف الاستقلال العاطفي

يمكن تعريف الاستقلال العاطفي بأنه نوع من المرونة الداخلية التي تتيح لك معرفة أنك تستطيع لقاء الآخرين بسهولة، وإيجاد حل للمشاكل التي قد تواجهها، وتتكيف مع أي ظرف قد تواجهه، هذا يعني بناء شخصيتك بنفسك بحيث تشعر بالسعادة أو على الأقل الهدوء الداخلي أو السلام الداخلي من دون الاعتماد على الآخرين، ويسمح لك الاستقلال العاطفي بقبول نفسك وتقبلها بكل إيجابياتها وسلبياتها ومحاولة تغيير السلوكيات السلبية كي تسترد السلام الداخلي .

كيف أصبح مستقلاً عاطفياً :

  • تقبل نفسك: من المهم حتى تتمتع بالاستقلال العاطفي أن تتعرف على نفسك، ونقاط قوتها وكذلك نقاط ضعفها، ومن ثم إذا أردت تحسين ذاتك وتطوير شخصيتك فما عليك إلا أن تحاول تحويل نقاط ضعفك إلى قوة.

  • تخلى عن الماضي: من المهم حتى تنعم بالاستقلال العاطفي أن تدع الماضي وشأنه، وتتوقف عن تذكر الأحداث الماضية والتندم على تصرفك بطريقة معينة وعدم تصرفك بطريقة قد تكون أنسب، بل بالعكس عليك تقبل ماضيك بكل أخطائه وإخفاقاته وتذكر أنه يمكنك التعلم من أخطائك، ومسامحة نفسك والآخرين على ما حصل في الماضي.

  • قرر ما عليك القيام به بنفسك: من المهم حتى تتمتع باستقلال عاطفي اتخاذ قرارات معقولة ومنطقية، على رأسها التوقف عن الاعتماد على الآخرين لفعل الأشياء المتعلقة بك، ومن ثم تحديد هدفك من هذه الحياة وما الذي تريد تحقيقه وتسعى إليه.

  • لا تتعلق بالآخرين: حتى تتمتع بالاستقلال العاطفي عليك ألا تتعلق بالآخرين مهما كانت مكانتهم في حياتك، فلكل شخص خصوصيته، بالتالي عليك ألا تتوقع من الآخرين الكثير حتى لا تشعر بخيبة الأمل إذا لم تحصل على كل ما تتوقعه منهم.

  • تحمل المسؤولية ولا تتهرب منها: حتى تتمتع بالاستقلال العاطفي عليك أن تعرف تماماً ما هي أفكارك وتصرفاتك ومشاعرك وتقبلها كما هي، بالتالي تحمل المسؤولية عن كل ما تقوله وتقوم به وتشعر به يعزز الاستقلال العاطفي.

  • تقبل النقد: من المهم حتى تتمتع بالاستقلال العاطفي أن تتقبل النقد الذي يوجهه لك الآخرون، لاسيما إذا كان النقد بنّاء وهدفه منعك من القيام بأشياء قد لا تدرك عواقبها، ولا تنسى بأن هوية الشخص الذي ينتقدك وكيفية انتقاده لك هي من ستجعلك تعرف من ينتقدك لمصلحتك ومن هدفه تحطيمك.

خطوات بسيطة تساعدك على تحقيق استقلالك العاطفي :

  1. تقبل الواقع وتوقف عن جلد ذاتك: من المهم حتى تعزز استقلالك العاطفي أن تدرك أن شخصيتك كانت نتاج عوامل اجتماعية واقتصادية معينة لست مسؤولاً عنها، بالتالي هذا لا يعني أنك مسؤولاً عن كل شيء سيء يحدث لك فقد تكون خيارتك في موضوع ما هي أفضل المتاح، لذا تعلم تقبل الظروف والعقبات التي قد تواجهها بعيداً عن الحكم عما يحصل معك أنه بسبب حظك السيء أو ما شابه.

  2. تحمل المسؤولية وتوقف عن لوم الآخرين على ما يحصل معك: توقف عن لوم الآخرين عما تواجهه من عقبات في حياتك، لأنك بذلك تحملهم مسؤولية أشياء لا ذنب لهم بها وتجبرهم على إيجاد حلول لهذه العقبات والمشاكل التي تواجهك قد لا تناسبك ولا تستطيع القيام بها، لذا عليك التحكم بعواطفك، وتحمل المسؤولية عن تصرفك وفي حال تعرضك للمشاكل والعقبات في الحياة لا ضير في استشارة الآخرين لمساعدة الآخرين ولكن تذكر أن القرار الأول والأخير هو لك بالتالي تتحمل مسؤوليته لوحدك، فإذا أدركت هذه الحقيقة يمكنك تعزيز استقلالك العاطفي من جهة وتعزيز علاقتك بالآخرين من جهة أخرى.

  3. تأمل ذاتك وحدد ماذا تريد من حياتك: يساهم تخصيص وقت يومي ولو لعشر دقائق فقط للتأمل في ذاتك بعيداً عن الآخرين وبعيداً عن أنشطتك اليومية كي تتعرف على ذاتك أكثر وتفكر بهدفٍ ما كي تحققه وهذا يساعدك على تعزيز استقلالك العاطفي.

  4. اعتمد على نفسك: تجنب الاعتماد المتزايد على الآخرين والتأثر بآرائهم بك وبتصرفاتك، واسأل نفسك كيف تكون سعيداً؟ ما هي الأشياء التي تجعلك سعيداً في أغلب الوقت؟، وعليك أن تفصل بين عقلك الباطن الذي يطالبك بالأفضل دائماً (على سبيل المثال: لو تصرفت بهذه الطريقة لكانت النتيجة أفضل؟) وبين حدسك الذي يدلك على الطريق الصحيح وفق الظروف المتاحة أمامك، وهذا يساعدك على تعزيز استقلالك العاطفي.

  5. تعرف على نفسك من خلال علاقاتك: يجب أن تعرف ذاتك وما هو دورك في علاقتك بالآخرين، هل أنت تعتمد عاطفياً على الآخرين سواء شريك حياتك أو أهلك أو أقاربك أو أصدقائك، أم هم يعتمدون عليك، تساعد معرفتك هذه الحقيقة في تعزيز استقلالك العاطفي في حال كنت لا تعتمد على الآخرين وفي الحد من الاعتماد على الآخرين وبناء استقلالك العاطفي في حال كنت معتمداً عاطفياً على الغير، إضافةً لذلك يمكنك تنظيم علاقاتك مع الآخرين كلاً بحسب أهميته في حياتك فعلاقتك بأهلك شيء وعلاقتك بشريك حياتك شيء آخر وعلاقتك مع أصدقائك أمر مختلف.

  6. سيطر على عواطفك وتمتع بالسعادة: غالباً ما تبحث عن السعادة في أبعد نقطة، في حين تكون السعادة أقرب مما تعتقد، فالسعادة غالباً تأتي من داخلك من خلال نجاحك في عملك على سبيل المثال، أو إيجاد شريك حياتك المنتظر، وقد تكون الصعاب التي تواجهها لتحقيق أهدافك تجعلك تشعر بقيمة ما حققته من أهداف سواء في العمل أو في الحياة، بالتالي يساهم إدراكك لهذا الأمر في تعزيز استقلالك العاطفي.

  7. الرؤية الشاملة للموقف الذي تتعرض له: قد تزعجك مواقف بعينها خلال عملك أو حياتك ولكن إذا نظرت إلى هذه المواقف من خلال عملك ككل وحياتك بالإجمال لاكتشفت أن هذا الموقف لا يستحق كل ردة الفعل التي قمت بها، فعلى سبيل المثال إذا فشلت في أداء مهمة موكلة إليك في عملك قد يجعلك ذلك تشعر بالإحباط، ولكن إذا أخذتك مسيرتك العملية وحجم المهام التي نجحت في القيام بها لتقبلت فشلك في هذه المهمة ولأعطيت هذه الفشل الحجم الذي يستحقه بعيداً عن المبالغة فلن ينتهي العالم إذا أخطأت مرة.

  8. خذ وقتك قبل تحديد موقفك: قد تكون معتاداً على ردود أفعالك اللحظية إزاء ما تواجهه، على سبيل المثال: إذا تعرضت لنقد حاد من الآخرين فغالباً ما تستشيط غضباً وتنتفض دفاعاً عن نفسك ومواقفك، ولكن إذا أجلت ردة فعلك لبعض الوقت وفكرت في مضمون هذا النقد خاصة إذا كان من مقربين وأشخاص يهمهم مصلحتك قد تكون ردة فعلك مختلفة وقد تجد بعض الحق في هذا النقد على اعتبار أن هذا النقد ليس هدفه الإساءة لشخصك وإنما تنبيهك عن خطر قد تواجهه إذا استمريت في سلوك معين قد لا يقوم الآخرون بتنبيهك عليه بالتالي تزيد فرص تعرضك للمشاكل والمطبات،

  9. اصبر وثابر حتى تغير نفسك: من الصعب أن تغير نفسك بين عشية وضحاها، وقد تفشل محاولاتك لتحقيق هدفك، ولكن صبرك وتفهمك لأسباب الفشل ومحاولة تجاوزها سيزيد من فرص نجاحك إذا كررت التجربة، وهذا سيجعلك تشعر بالسعادة عندما تتمكن أخيراً من تحقيق حلمك، لذا يساهم الصبر والمثابرة على تحقيق الهدف في تعزيز استقلالك العاطفي.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟