إدارة مراهقة الأبناء

المراهقة والخروج عن السيطرة

كيف تعرف سلوك المراهق الطبيعي من سلوك المراهق المتهور؟
قد يحتاج ابنك المراهق إلى تذكيره بضرورة إنهاء واجبه المدرسي، أو الحفاظ على نظافة غرفته، أو لإنهاء الأعمال البسيطة التي فوضته بها، كما قد يبدو ابنك المراهق متحدياً متمرداً ومزاجياً، بسبب التغير الهرموني الذي يرافق مرحلة المراهقة، وهذه السلوكيات المعتادة لدى المراهقين طبيعية، لكنك تتساءل عما إذا كان عدم احترام طفلك وتصرفه وسلوكه المتهور أمر طبيعي أيضاً.

على كلٍ.. يعرف معظم الأهل وبشكل غريزي؛ الخط الفاصل بين السلوك الطبيعي والسلوك غير المناسب أو المتهور لدى أبنائهم المراهقين،

  • مبالغة المراهق في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الموبايل، إلى درجة الإدمان.

  • تقلب المزاج لدى المراهق الذي يُعتبر طبيعياً في هذه المرحلة، إلا أنه في حال زاد عن حده الطبيعي يمكن أن يشير إلى مشاكل نفسية تتعلق بالكآبة.

  • العدوانية، بحيث يمكن أن يغضب المراهق ولأسباب تافهة جداً على الرغم من طبيعية التعبير عن الغضب، حيث ستعرف متى يكون ابنك المراهق عدوانياً.

  • الكذب وإخفاء الحقائق، حيث أن الشعور الجديد لدى المراهق؛ بالاستقلال يجعله يعتقد أنه من غير الضروري بالنسبة له إخبارك بكل شيء.

  • تحدي القواعد والجدال مع الأهل، بحيث يجادلك المراهق ويرفض اتباع القواعد، فلا تعاقبه وتتصرف (كطاغية) لأن ذلك سيجعله أكثر عناداً.

  • تغيير المظهر بشكل جذري، أو لم تتعود عليه من قبل ابنك أو ابنتك، فقد تبدأ المراهقة في استخدام المكياج، بينما قد يغير المراهق تسريحة شعره، وهذا أمر طبيعي إلى أن يزيد عن حده.

  • يخفف المراهق التواصل مع ذويه، تشعر بذلك من خلال توطد علاقة ابنك مع أحد أصدقائه والابتعاد عنك، وقد ينطق ببعض العبارات مثل: “لا أحد يفهمني في هذا المنزل”.

  • يقضي المراهق المزيد من الوقت خارج المنزل، وتكمن المشكلة إذا كان رفاقه سيئون من وجهة نظرك.

  • لامبالاة المراهق، فقد يبدو أن ابنك المراهق يواجه صعوبة في اتخاذ القرار، وقد يكون لديه حالة من الغموض وعدم الوضوح أيضاً، ربما تكون علامة على الاكتئاب لكن ليس دائماً.

  •  يقضي المراهق الكثير من وقته وحده في غرفته، أو أنه يخرج من الغرفة ويتركك، عندما تحاول الحديث معه حول موضوع لا تتفقان عليه.

بناء العلاقة مع ابنك المراهق

من السهل أن تشعر أنك تفقد السيطرة على ابنك المراهق، ولا بد أن تدرك حقيقة أن السلوكيات السيئة لدى المراهق لا تتعلق بمشكلات سلوكية، بل تتعلق بمشكلة في العلاقة مع ابنك المراهق، لذلك عليك أن تسترد هذه العلاقة الضائعة، وهذه مسؤوليتك أولاً، بحيث يمكنك التصرف بغريزة الأبوة والأمومة مع طفلك المراهق من خلال بعض الخطوات البسيطة مثل:

  1. قضاء الوقت مع ابنك المراهق: عندما يستيقظون على مائدة الإفطار، وعندما يعودون من المدرسة على مائدة الغداء والعشاء.

  2. ضع بعض القواعد ولا تتعنت: بحيث ستعلم متى تتبعها وتفرضها على ابنك المراهق ومتى تتهاون مع بعض القواعد.

  3. تأكد من طريقتك في التعامل مع ابنك المراهق: بدلاً من الصراخ عليه ليغلق التلفزيون ويأتي لتناول الطعام، اذهب إليه وتحدث معه بهدوء ومحبة.

  4. لا تحاول السيطرة على ابنك المراهق: بل مارس القيادة ولا تنسى أنك مثله الأعلى، حتى لو لم يُظهر ذلك أو يقله مباشرة، وحاول استعادة العلاقة الغريزية (كأم أو أب) مع طفلك.

ما بين محاولة السيطرة على سلوك ابنك المراهق، ومحاولة تأديبه أو حمايته من سلوكه المتهور والذي قد يهدد سلامته،  وعلى الرغم من المنافع الكثيرة لتحكمك المحسوب بسلوك المراهق، هناك مضار أيضاً، ففي الوقت الذي يجب أن تكون فيه مرناً مع بعض القواعد التي تضعها للمراهق في المنزل، قد يكون لهذه لمرونة قراءة مختلفة من قبل المراهق ويعتبرها تنازلاً من قبلك، وفي الوقت الذي يجب أن تفرض فيه السيطرة على سلوك ابنك المراهق، تكتشف أنه كان يمكن أن يتعلم درساً مهماً في حياته من خلال هذه المخاطر الصغيرة!
ومن أجل تعزيز قدرة الإدارة الذاتية المتنامية في سن المراهقة، عليك أن تعرف خياراتك الممنوحة لأبنائك المراهقين باستمرار، وعلى الرغم من أهمية الرقابة على سلوك المراهق، إلا أن التواصل يهم أكثر في هذه المرحلة الحرجة.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟