ما هو التفكير في علم النفس؟
التفكير هو عملية عقلية تميز الكائنات الحية بدرجات متفاوتة ويتفوق فيها الانسان من بين الثدييات. ففي هذه المقالة عن تعريف التفكير في علم النفس وما هي أنواعه سنقوم بتعريف التفكير استناداً لآراء علماء علم النفس ونذكر ما هي وحداته كما أهم أنواع التفكير المصنفة في علم النفس. سنتحدث أيضاً عن المحفزات والدافع التي توجه الانسان للتفكير وما هي الأدوات والطرق الممكن من خلالها تنمية وتطوير مهارات التفكير لدى الإنسان .
تعريف التفكير في علم النفس
يضع علم النفس عدة تعريفات لمفهوم التفكير لكنها جميعاً تتفق على أنها العملية العقلية التي تتمثل بالاستجابة الرمزية للمنبهات الداخلية والخارجية وتكون هذه العملية هي حلقة الوصل بين النشاط الداخلي والمحفز الخارجي. ويهتم علماء النفس بفهم وتفسير ومتابعة موضوع التفكير باعتباره مرتبطاً بالهيكلة المعرفية للإنسان ويعكس الإدراك لديه.
ويرتبط التفكير بالتجارب الواعية التي يمر بها الانسان كما تعامله مع المتغيرات والظروف المحيطة به ومهارته في فهمها وربطها وتحليلها واستيعابها والتفاعل معها في إطار حل المشكلات وتلبية الحاجات والرغبات وإدراك الأمور.
بحسب موسوعة علم النفس فإن التفكير هو: كل نشاط ذهني أو عقلي يختلف عن الإحساس والإدراك الحسي أو يتجاوز الاثنين إلى الأفكار المجردة.
وعرف جون ديوي التفكير على أنه الإجراء الذي يتم فيه تقديم الحقائق لتمثيل حقائق أخرى بطريقة تستقرئ معتقداً ما من طرق معتقدات سابقة عليه. ويرى ديبوتو أن التفكير هو العملية التي يمارس الذكاء من خلالها نشاطه على الخبرة أي انه يتضمن القدرة على استخدام الذكاء الموروث وإخراجه الى ارض الواقع.
وورد في موسوعة علم النفس التربوي تعريف التفكير على أنه مفهوم افتراضي يتضمن سيلاً غير منظم من الأفكار والصور والذكريات والانطباعات العالقة في الذهن .
أنواع التفكير في علم النفس
التفكير الإدراكي أو الملموس: هذا النوع من التفكير أساسه الإدراك وفهم وتفسير الإحساس والمواقف والأمور التي يتعرض لها الانسان، وهو من أبسط أشكال التفكير كما يطلق عليه اسم التفكير الملموس لأنه يكون من خلال إدراك الأشياء والأحداث الواقعية والفعلية الملموسة.
التفكير المفاهيمي أو المجرد: وهو التفكير الذي يتم استخدام مفاهيم ورموز ولغات وأشياء عامة ويعتبر أكثر تطوراً وتفوقاً على التفكير الإدراكي لأنه يوفر الجهد في الفهم وحل المشاكل.
التفكير التأملي: يتم استخدام هذا النوع من أنواع التفكير عند محاولة حل المشكلات المعقدة والصعبة كونه يتطلب إعادة ترتيب وتنظيم للتجارب التي عاشها الشخص أو التجارب ذات الصلة بالموقف أو المشكلة أو الحالة التي تحتاج إلى حل لتجاوزها، فيكون تأمل الانسان بمخزونه من التجارب السابقة هو مفتاح حل المعضلات والمشكلات التي تواجهه. أثناء التفكير التأملي يتم أخذ جميع الحقائق والمعلومات المرتبطة بالترتيب المنطقي للحدث أو الموقف للوصول تدريجياً إلى الحل المناسب للمشكلة التي تواجه الشخص.
التفكير الإبداعي: يقوم التفكير الإبداعي على التفكير خارج الصندوق أي الخروج والحياد عن أنماط التفكير التقليدية في الظروف الاعتيادية والنمطية المتكررة، حيث يقوم الفرد بإنشاء أو بناء نمط او حل مبتكر وجديد مع الأخذ بعين الاعتبار الحيثيات والمتغيرات المتعلقة بالموقف أو الحدث أو المشكلة، كما يقوم الشخص بتفسير الأحداث والمواقف والأمور من زاوية أكثر شمولاً ووعياً بعد معرفته بالحلول والأفكار التقليدية لكنه يكسر الحاجز الرتيب للتفكير للإتيان بأفكار إبداعية وخلاقة وعملية. وقد عرّف عالم النفس سكينر التفكير الإبداعي على أنه التنبؤ والاستنتاجات للفرد جديدة وأصلية ومبتكرة وغير عادية. والمفكر الإبداعي هو الشخص الذي يعبر عن أفكار جديدة ويقدم ملاحظات جديدة وتنبؤات جديدة واستنتاجات جديدة.
التفكير الناقد: وهو التفكير القائم على ممارسة التقييم الدقيق أو الحكم لتحديد مصداقية أو دقة أو قيمة أو صلاحية أو قيمة حدث أو موقف أو شخص ما. ويكون التركيز في التفكير الناقد على فهم الموضوع بحيثياته وجوانبه والخروج بتوصيات وأفكار ومخرجات من عملية التفكير تسعى لتحسين وتطوير هذا الحدث أو الموقف أو الشخص.
التفكير المتشعب: هو التفكير القائم على البحث عن عدة بدائل وحلول والمفاضلة فيما بينها بعد دراسة كل منها على حدة ليتم اختيار الأنسب تبعاً للظروف والمتغيرات والعوامل الخارجية والداخلية للإنسان.
أخصائي نفسي
الولاء مكي