يمكن أن يكون البلوغ وقتاً صعباً لك و لطفلك.
فأثناء نمو طفلك جسدياً ، فإنه يعاني أيضاً من نمو سريع في النضج النفسي و الاجتماعي.
و ببساطة ، خلال هذا الوقت ، يبدأ الأطفال بشكل طبيعي في الابتعاد عن أسرهم و التواصل مع أقرانهم لتأسيس الاستقلال و التفرد.
و في حين أن الانسحاب الاجتماعي و التقلبات المزاجية و التغيرات السلوكية الأخرى تُعزى عادةً إلى هذه المرحلة التطورية الطبيعية .
علامات الاكتئاب :
البلوغ هو وقت فريد يحدث فيه تغيرات في المظهر و السلوك بشكل طبيعي.
و على هذا النحو ، يجب على الآباء و المعلمين و مقدمي الرعاية أن يكونوا على دراية خاصة بعلامات الاكتئاب ، و التي قد يكون من الصعب تمييزها عن التغيرات السلوكية العادية
المزاجية ، و الانفصال عن الوالدين ، و التعرف على الأقران هي سلوكيات شائعة خلال فترة البلوغ.
تشمل الأعراض التي قد تشير إلى الاكتئاب ما يلي:
-
خواطر إيذاء النفس
-
تجنب الذهاب إلى المدرسة
-
التدهور الدراسي
-
سلوكيات المخاطرة
-
الشكاوى الجسدية الغامضة المستمرة
-
الشعور لالذنب المفرط
-
بكاء غير مبرر
-
الشعور بسوء الفهم
-
فقدان الاهتمام بالأشياء ذات الاهتمام السابق
-
التشبث بأحد الوالدين أو القلق من وفاة أحد الوالدين
-
صعوبات النوم
-
تغيرات الوزن
-
التعب غير المبرر
-
صعوبة التركيز و الانتباه
و بالتأكيد لابد للوالدين من التعامل مع علامات الاكتئاب بجدية.
و بالتالي لا يجب أن يتم رفضها أبداً ، خاصة إذا كان الطفل يعبر عن أفكار إيذاء النفس أو الانتحار .
لماذا يزداد الاكتئاب خلال فترة البلوغ؟
توجد عدة نظريات عن الزيادة المذهلة في الاكتئاب خلال فترة البلوغ. و مع ذلك ، هناك اتفاق ضئيل بين الباحثين و الأطباء.
الهرمونات
تم ربط هرمون الاستروجين ، و هو هرمون جنسي أنثوي ، بالاكتئاب.
تزداد مستويات الإستروجين بشكل كبير عند الفتيات خلال فترة البلوغ ، مما قد يساهم في زيادة معدلات الاكتئاب لديهن.
و على العكس من ذلك ، لم يتم ربط هرمون التستوستيرون ، و هو هرمون الذكورة الذي يزداد عند الأولاد خلال فترة البلوغ ، بالاكتئاب.
و قد اقترحت إحدى الدراسات التي تبحث في الفروق بين الجنسين، و الجنس في الاكتئاب أن نموذج الميل إلى التوتر diathesis-stress model يمكن أن يفسر سبب كون الفتيات أكثر عرضة للاكتئاب.
و تقترح هذه النظرية أن نقاط الضعف الهرمونية المهيأة تتفاعل مع الضغوط البيئية للمساهمة في بداية الاكتئاب
مرحلة التطور البدني
أن النمو البدني خلال منتصف البلوغ تنبأ بزيادة معدلات الاكتئاب أكثر من أي عامل آخر تمت دراسته.
التوقيت عند سن البلوغ
قد يكون لتوقيت بداية البلوغ تأثير على معدلات الاكتئاب: الأطفال “في وقت مبكر” أو “في وقت متأخر” قد تظهر عليهم أعراض اكتئاب أكثر من أولئك الذين شعروا أنهم يتطورون في نفس الوقت مع أقرانهم.
النمو المبكر للثدي مرتبط بخطر أعلى للإصابة بأعراض الاكتئاب. و مع ذلك ، لاحظ الباحثون أنه من غير المعروف ما إذا كان هذا مرتبطاً بتأثير الهرمونات أو تأثير الضغوط الاجتماعية.
أحداث الحياة المثيرة للتوتر
خلال فترة البلوغ ، يصبح العمل الدراسي (الأكاديمي) و العلاقات الاجتماعية أكثر تعقيداً و تطلباً ، مما قد يكون مرهقاً. و بالتالي بعض الأطفال أكثر عرضة للاكتئاب نتيجة أحداث الحياة المثيرة للتوتر.
العلاج :
تشير الأبحاث إلى أنه يمكن علاج الأطفال المصابين بالاكتئاب الخفيف في كثير من الأحيان بنجاح من خلال الدعم و مراقبة الأعراض.
أما الحالات المتوسطة إلى الشديدة من الاكتئاب التي تحدث خلال فترة البلوغ ، قد تشمل خيارات العلاج استخدام مضادات الاكتئاب و العلاج النفسي ، و غالباً ما يتم الجمع بينهما.
هناك نوعان من العلاج النفسي قد يكونان فعالين في علاج اضطراب الاكتئاب الشديد لدى المراهقين والأطفال ، و هما:
-
العلاج السلوكي المعرفي ( CBT Cognitive-behavioral therapy):
يركز هذا النهج على تحديد و تغيير الأنماط المعرفية و السلوكية المرتبطة بدورات الاكتئاب.
-
العلاج للعلاقات بين الأشخاص (IPT Interpersonal therapy):
يركز هذا النوع من العلاج على تحديد مشاكل العلاقة و معالجة تلك الصراعات.و يمكن أن يساهم ضعف العلاقات أو إنهاء العلاقات المهمة (مثل الانفصال أو طلاق أحد الوالدين) في ظهور أعراض الاكتئاب.
و بالنتيجة يجب توخي الحذر، و المراقبة الدقيقة عند تناول الأطفال و المراهقين لمضادات الاكتئاب ، لأن هذه الأدوية يمكن أن تزيد من خطر الانتحار.
و بالتالي فالتعليم مهم لمساعدة المراهقين و الأحباء على فهم المخاطر المحتملة و كيفية اكتشاف علامات التفكير الانتحاري.
أخصائي نفسي
الولاء مكي