عندما تسوء الأمور بالنسبة إليك بشكلٍ كبير وتُصبح عاجزاً عن إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تُواجهك من الطبيعي أن تفكر بالانتحار وأن تبدأ أفكار الانتحار بالتسلل إليك، التفكير بهذه الطريقة يكون غالباً علامة على شعورك بالاكتئاب والإحباط وحتى اليأس الأمر الذي قد يبدأ بتصوير الانتحار إليك على أنه الخيار الوحيد لمشاكلك.
ولكن.. عليك ألا تنساق وراء هذه المشاعر فليس صحيحاً أنك لا تملك خياراً سوى الانتحار أنت فقط غير قادرٍ على إيجاد الخيارات المناسبة، واعلم جيداً أنّك لست الوحيد هنا الذي مرّ بهذه التجربة وأنّ هذه المشاعر ليست دليلاً على وجود عيبٍ فيك
علاج التفكير بالانتحار
عندما تسأل “كيف أتخلص من التفكير بالانتحار؟” فأنت ستكون قد بدأت بالسير في طريق العلاج حيث أنّ أولى الخطوات هي الاعتراف بالأمر والبحث عن حلّ، ما يجب عليك أن تُدركه هنا هو أنّ طبيعة علاج الفكر الانتحاري يُحدده الطبيب بناءً على الحالة ولذلك يكون من الضروري عليك أن تستشير طبيباً نفسياً.
وفي حال كنت غير قادرٍ على الذهاب لرؤية طبيب فمن الممكن أن تتواصل مع طبيب نفسي عبر الانترنت.
يالعلاج النفسي أو العلاج بالكلام:
- يتضمن الأمر الحديث مع معالجٍ نفسي خبير تُخبره بما تشعر به ويُساعدك على استكشاف أسباب رغبتك بالانتحار وكيفية التعامل مع الأمر.
-
العلاج الأسري التعليمي:
يتضمن هذا إشراك أفراد عائلتك أو شريكك في العلاج ويُساعدهم هذا العلاج على فهم ما تمر به بشكلٍ أفضل وتحسين العلاقات ضمن الأسرة.
-
علاج الإدمان:
يمكن أن يُستخدم هذا العلاج في حال كانت أفكارك الانتحارية قد دفعتك للاتجاه لشرب الكحول أو تعاطي أدوية مخدرة معينة دون وصفة طبية.
-
تغيرات في نمط الحياة:
من المحتمل أن ينصح الطبيب بإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة بهدف التقليل من التوتر وتحسين نومك وبناء علاقات اجتماعية أقوى.
-
تناول الأدوية:
يمكن أن يصف لك الطبيب النفسي بعض الأدوية لعلاج حالة الاكتئاب المسببة للأفكار الانتحارية، وقد تتضمن الأدوية المضادة للذهان الأدوية المضادة للقلق أيضاً.
من الضروري أن تُدرك مسبقاً أنّ علاج الأفكار الانتحارية يمكن أن يحتاج إلى الوقت حتى تظهر النتائج وتشعر بالتحسن ولهذا من الضروري أن تستمر بالعلاج حتى يؤكد الطبيب أنّك قد أصبحت بحالٍ أفضل.
كيف تطلب المساعدة عند التفكير بالانتحار
يمكن أن يجد البعض طلب المساعدة أمراً شديد الصعوبة وخاصة عندما يتعلق الأمر بموضوعٍ حساسٍ مثل التفكير بالانتحار وذلك لأسبابٍ مختلفة كالخوف من نظر الآخرين لهم كمجانين.
لكن من الممكن القول إن المجتمع اليوم بدأ يتفهم المرض النفسي بشكلٍ أفضل من السابق ويعترف بتأثيره الكبير وأنّه ليس مختلفاً عن المرض الجسدي ولهذا أصبح طلب المساعدة أسهل ولكن الشخص الذي تختار طلب المساعدة منه يجب أن يكون شخصاً بالغاً تثق به وهذا يمكن أن يتضمن أحد أفراد أسرتك أو أصدقائك وفي حال اعتقدت أنّك غير قادر على طلب المساعدة من أحدهم فمن الممكن أن تطلب العون من طبيبٍ نفسيٍ مختص.
عندما تطلب المساعدة من المهم أن تُعبر بوضوح عن مقدار المعاناة التي تتعرض لها وتتحدث عن الصعوبات التي تُواجهها في الوقت الراهن وأن تشرح أيضاً آثار هذه المعاناة على حياتك.
إضافة لذلك من المهم للغاية أن تُصرّح بوضوح أنك تفكر بالانتحار فهذا سيوضح أنّك في أزمة حقيقية وأنك بحاجة للمساعدة الفورية.
وكمثالٍ على الطريقة التي يمكن أن تتحدث فيها مع الشخص المقرب: “أنا بحاجةٍ لأن أخبرك بشيءٍ بالغ الأهمية، إنّ حياتي صعبةٌ في هذه الفترة وأنا لست بخيرٍ فأنا أمر بالكثير ولست واثقاً أنني أستطيع التعامل مع الأمر، وقد بدأت أفكر بالانتحار بشكل متكرر في الآونة الأخيرة“. [1]
ما هي أسباب التفكير بالانتحار
على الرغم من أنّ التفكير بالانتحار والرغبة بقتل النفس يمكن أن تحدث لأي شخص إلا أن هناك بعض العوامل أو الحالات التي يُسبب التعرض لها شعوراً باليأس وقلة الحيلة ويدفعك للتفكير بهذا الشكل، بعض الأسباب الشائعة للتفكير بالانتحار يمكن أن تتضمن: [2]
-
مشاكل واضطرابات نفسية: بعض المشاكل النفسية مثل القلق أو الاكتئاب يمكن أن تؤثر عليك وتجعلك أكثر عرضةً للتفكير بالانتحار.
-
التعرض للتنمر والاضطهاد: يمكن لأي شكل من أشكال التنمر أن تدفع الضحية للانتحار في حال ازدياد الضغط عليه واضطهاده لمدة طويلة.
-
التعرض للعنف والإساءة: سواء كان ذلك إساءةً نفسية أو جسدية من أحد أفراد العائلة أو غيره أو حتى الإساءة الجنسية من الشريك يمكن أن تكون عاملاً يدفعك للتفكير في الانتحار.
-
نهاية علاقة عاطفية: مهما كان سبب انتهاء العلاقة يمكن أن يجعلك الأمر ضحية للحزن الشديد وحتى الاكتئاب.
-
التكيف مع تغيرات كبيرة في حياتك: بعض التغيرات الكبيرة في الحياة مثل التقاعد قد تؤثر بشكل كبير على نفسيتك وتشعرك بالفراغ.
-
مشاكل مالية: رغم أنّ المال ليس كل شيء إلا أنّ عدم القدرة على توفير المال الذي تحتاجه لحاجاتٍ معينة يمكن أن يكون سبباً في الشعور بالتعاسة ويقودك لأفكارٍ سلبية قد توصل للتفكير بالانتحار.
-
الوحدة: يحتاج الجميع لعلاقات اجتماعية ولكن الوحدة يمكن أن تجعلك منعزلاً عن الآخرين فتكون أكثر عرضةً للاضطرابات النفسية.
-
الشعور بالفشل: من الطبيعي أن تشعر بالسوء عندما لا تسير الأمور كما ترسم لها مسبقاً ولكن الأمر قد يصل إلى حالات شديدة من الإحباط والشعور بالضآلة.
-
تناول بعض الأدوية: من الممكن أن تصيبك الأفكار الانتحارية كعرض جانبي لبعض الأدوية مثل: الأدوية المضادة للذهان وبعض مثبتات المزاج، من الضروري أن تُخبر الطبيب الذي وصف لك هذه الأدوية حالاً في حال شعرت بميولٍ انتحارية بعد تناولها.
أخصائي نفسي
الولاء مكي