اضطراب تعدد الشخصيات هو حالة نفسية معقدة تكون ناجمة عادة عن عدة عوامل، بما في ذلك الصدمات الشديدة أثناء الطفولة المبكرة، التي غالباً ما تكون شديدة أو متكررة جسدياً، أو عاطفياً.
ويعد اضطراب تعدد الشخصيات شكلاً حاداً من أشكال التفكك، وهي عملية عقلية ينتج عنها عدم وجود اتصال في أفكار الشخص أو ذكرياته أو مشاعره أو أفعاله أو إحساسه بالهوية.
ويُعتقد أنَّ الجانب الانفصامي هو آلية تأقلم، يقوم الشخص حرفياً بإغلاق أو فصل نفسه عن موقف أو تجربة عنيفة أو مؤلمة أو مؤلمة للغاية، بحيث لا يمكن استيعابها مع الذات الواعية.
مفهوم أضطراب تعدد الشخصيات
تميز اضطراب تعدد الشخصيات بوجود اثنين أو أكثر من الهويات المتميزة أو المنقسمة أو حالات الشخصية التي تفرض سلطتها باستمرار على سلوك الشخص.
تشير الأبحاث إلى أن سبب اضطراب تعدد الشخصيات، هو على الأرجح استجابة نفسية للضغوط الشخصية والبيئية، خاصة خلال سنوات الطفولة المبكرة؛ عندما يتدخل الإهمال العاطفي أو سوء المعاملة مع تطور الشخصية.
وما يصل إلى 99% من الأفراد الذين يصابون باضطرابات فصامية “اضطراب تعدد الشخصيات” قد أدركوا التاريخ الشخصي للاضطرابات أو الصدمات المتكررة، والقهرية، والتي غالباً ما تهدد الحياة في مرحلة نمو حساسة من الطفولة (عادة قبل سن 6 سنوات)، حيث تظهر النتائج أنه في العائلات التي يكون فيها الوالدان مخيفين، قد يصبح الأطفال مصابين باضطراب تعدد الشخصيات.
أسباب اضطراب تعدد الشخصيات
تبين أن سبب اضطراب تعدد الشخصيات هو استجابة نفسية للضغوط الشخصية والبيئية، خاصة خلال سنوات الطفولة المبكرة.
قد يحدث نتيجة تعارض الإهمال العاطفي أو سوء المعاملة مع تطور الشخصية، أو نتيجة الصدمات المتكررة التي تهدد الحياة في مرحلة نمو الطفل قبل سن السادسة.
قد يحدث الاضطراب أيضًا عندما يكون هناك إهمال مستمر أو إساءة عاطفية، مثل: الاعتداء الجسدي.
أعراض اضطراب تعدد الشخصيات
تتمثل أعراض اضطراب تعدد الشخصيات، في ما يأتي:
-
فقدان الذاكرة لفترات زمنية، أو لأحداث، أو لأشخاص، أو معلومات شخصية.
-
الشعور بالانفصال عن النفس والعواطف.
-
تصور الأشخاص والأشياء المحيطة على أنها مشوهة وغير واقعية.
-
شعور غير واضح بالهوية.
-
وجود ضغوطات كبيرة أو مشكلات في علاقات العمل، أو المجالات المهمة الأخرى.
-
عدم القدرة على التعامل بشكل جيد مع الإجهاد العاطفي أو المهني.
-
مشكلات الصحة العقلية، مثل: الاكتئاب، والقلق، والأفكار والسلوكيات الانتحارية.
إلى جانب التفكك والشخصيات المتعددة أو المنقسمة، قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب تعدد الشخصيات من عدد من المشكلات النفسية الأخرى، والتي تسبب ظهور الأعراض الاتية:
-
الكابة.
-
تقلب المزاج.
-
الميول الانتحارية.
-
اضطرابات النوم بما في ذلك الأرق، والذعر الليلي، والمشي أثناء النوم.
-
القلق، ونوبات الذعر، والرهاب.
-
تعاطي الكحول والمخدرات.
-
الهلوسة السمعية والبصرية.
-
اضطرابات الأكل.
تشخيص اضطراب تعدد الشخصيات
في حالة وجود أعراض اضطراب تعدد الشخصيات قد يقوم الطبيب بالتأكد من التاريخ الطبي للمريض، وإجراء الفحص البدني.
على الرغم من عدم وجود اختبارات يمكنها تشخيص اضطراب تعدد الشخصيات طبيًا، إلا أنه يمكن استخدام اختبارات تشخيصية مختلفة، مثل: اختبارات الدم، أو التصوير بالأشعة السينية، أو الأشعة المقطعية، أو بالرنين المغناطيسي لاستبعاد المرض الجسدي أو الاثار الجانبية للأدوية.
في حال لم يتم العثور على مرض جسدي، فقد يحيله الطبيب إلى طبيب نفسي أو أخصائي اجتماعي، الذي قد يجري مقابلة للحصول على صورة كاملة عن تجارب المريض السابقة وأدائه الحالي.
علاج اضطراب تعدد الشخصيات
لا توجد إرشادات موحدة حول كيفية علاج اضطراب تعدد الشخصيات، فغالبًا ما يصف الأطباء العلاجات وفقًا لطبيعة الحالة.
لكن عادة ما يتم الجمع بين العلاج النفسي بالكلام وتقنيات الاسترخاء، مع أي أدوية أخرى للمساعدة في تخفيف الأعراض.
أخصائي نفسي
الولاء مكي