اضطراب تشوُّه الجسم أو وسواس التشوُّه الجسمي أكثر شيوعاً في العصر الحالي، نتيجة التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على صورة الجسد وثقة الأشخاص بأنفسهم وبمظهرهم ونتيجة انتشار أنماط قياسية للجمال، فالعيوب البسيطة في شكل الوجه أو الجسد قد تسبب حالة من القلق والاضطراب المرضي لدى البعض، تتلوها محاولات حثيثة لتغيير الشكل أو تستير العيوب أو حتى الانعزال لعدم إظهار العيب الوهمي في الجسد.
أعراض اضطراب التشوُّه الوهمي للجسد
يعبِّر المصابون بتوهم تشوُّه الجسم وكره الشكل الوهمي عن مشكلتهم بشكل صريح، يقولون مثلاً: أشعر بالاشمئزاز من شكلي، أو أكره وجهي من الجنب، وأكره شكل جسمي، أرى نفسي بشعاً…؛ وتختلف أعراض اضطراب تشوُّه الجسم من شخص لآخر، لكن على وجه العموم يمكن تحديد الأعراض الأساسية لمرضى الكره الوهمي للشكل كالآتي[3]:
– الاهتمام المبالغ به بعيب أو خلل طفيف بالشكل أو بعيب وهمي، ويتجلى هذا الاهتمام أو الهوس بعيوب الشكل من خلال إضاعة الكثير من الوقت في تفحُّص العيب على المرآة أو قياس وتصوير مكان الخلل، أو السؤال المستمر للمحيطين حول هذا الخلل -الطفيف أو الوهمي- بالشكل، وغالباً ما تكون الإجابات غير مرضية.
– محاولة إخفاء العيب أو الخلل المتوهَّم بشتى الوسائل، منها مثلاً تغطية العيب بالثياب أو المكياج، أو حتى اللجوء إلى العزلة والابتعاد عن التفاعل الاجتماعي، ورفض التقاط الصور..
– السؤال المستمر للمحيطين إن كان إخفاء العيب ناجحاً أم لا، والتردد المستمر قبل الخروج من المنزل أو لقاء الآخرين والقلق حول جودة إخفاء العيب.
– الشعور بالتوتر عند الانخراط في نشاط اجتماعي والشعور أن الجميع ينظرون إلى عيب الجسد الذي يسبب حالة القلق والهوس، اقرأ مشكلة صديق موقع حِلّوها بعنوان (غير اجتماعي والسبب شكلي القبيح) من خلال
– ومن أعراض اضطراب تشوُّه الجسد أيضاً الاستشارة المتكررة لأخصائيي التجميل والجلدية حول خيارات تجميل وإخفاء العيب أو إزالته.
– ويؤثر اضطراب تشوُّه الجسم على الأداء المدرسي عند المراهقين، وعلى الأداء الاجتماعي والمهني، وعلى احترام وتقدير الذات.
– يعتبر اضطراب تشوُّه الجسم مرتبطاً باضطراب الوسواس القهري، حيث تكتسب العادات الروتينية المتعلقة بمراجعة وفحص العيوب الطفيفة أو الوهمية ومحاولة إخفائها صفة القهرية، وتكون غير خاضعة للسيطرة وإن تميّزت بالوعي الذاتي للمشكلة.
أسباب اضطراب تشوُّه الجسم
أسباب اضطراب توهم التشوُّه الجسدي ليست محدّدة بدقة، وقد تختلف من شخص لآخر، ويشترك اضطراب تشوُّه الجسد مع الاضطرابات المشابهة في الأسباب الرئيسية التي تتمثل بمجموعة من العوامل البيئية والجينية والعصبية والصحية، ومنها[6,3]:
– وجود تاريخ عائلي لاضطراب تشوُّه صورة الجسد.
– التعرض للتنمر في الطفولة نتيجة وجود علامات مميزة في الشكل، والتعرض للتنمر والسخرية عبر مواقع التوصل الاجتماعي، وفي أحد الأسئلة التي وردت إلى موقع حِلّوها يشكو صديقنا من كرهه لشكله بعد أن سخرت إحدى المعلمات من صورة قديمة له أمام الجميع، ففقد ثقته بشكله وأصبح يكره صورته الخارجية.
أجابته الأخصائية النفسية والخبيرة في موقع حِلّوها ميساء نحلاوي: “مشكلتك تستطيع السيطرة عليها بكل سهولة بتقوية ثقتك بنفسك وبقيمك العالية فإن قيمة الإنسان لا تكمن في جمال صورته بل في علمه وأخلاقه؛ اعرف قيمتك وأكسر شوكه من يهزأ بك واكتب لنفسك النجاح في مواجهتهم.
– وجود سمات مميزة في الشكل تم التركيز عليها في الطفولة مثل الشامات أو الوحمات …إلخ.
– الضغط الزائد من الأهل أو المحيط حول المظهر المثالي والاهتمام المبالغ به بالشكل والصورة، وربط القيمة الاجتماعية بالمظهر الخارجي.
– التعرض لانتقاد مستمر من الأهل والمحيطين حول صفة معينة أو عيب طفيف بالشكل، أو التعرض للمقارنة المستمرة مع الأخوة أو الأقران من حيث الجمال والوسامة، اقرأ مثلاً قصة صديقة الموقع بعنوان (شكلي أفقدني ثقتي بنفسي)
– السمات الشخصية التي تلعب دوراً باضطراب صورة الجسد، مثل تدني احترام الذات وضعف الشخصية.
– اضطرابات نفسية أخرى تتفاعل مع تشوُّه صورة الجسد، أبرزها القلق والاكتئاب، الرهاب الاجتماعي، والوسواس القهري.
اخصائي نفسي
الولاء مكي