أضطراب القلق عند الأطفال …

غالبا ما يتعرض الأطفال للشعور بالقلق ، فمثلا قد يعاني الأطفال في عمر مبكر من الشعور بالقلق من الظلام أو الوحوش المتخيلة، ويكبرون وتكبر المخاوف معهم ، وقد ترتبط مخاوفهم بالدراسة والدرجات ، أو بعلاقتهم بأصدقائهم ، ومظهرهم على وسائل التواصل الاجتماعي .

هذا الشعور بالقلق أو الخوف شعور طبيعي وغريزي، خصوصًا عند مواجهة مواقف أو خبرات جديدة أو  مواقف تشعره بالتهديد، وليس علامة على وجود اضطراب .

لكن إذا ازداد هذا الشعور بدرجة تعطل أداءه الطبيعي اليومي فقد يعني هذا أن الطفل يعاني من اضطراب القلق .

أضطراب القلق  من الاضطرابات الشائعة في مرحلة الطفولة، حيث يعاني منه نسبة من 15 إلى 20% من الأطفال . وهو في أغلب الأحيان يكون وراثيًا .  والأطفال والمراهقون من مرضى القلق غالبا ما يعانون من القلق المصاحب لبعض الأمراض النفسية الأخرى، مثل الوسواس القهري أو المخاوف غير المبررة. وتميل اضطرابات القلق إلى عدم الاستقرار مع الزمن، أي إن الطفل يظل في حالة معاناة دائمة مع القلق لمدة طويلة، ولكن ليس بالضرورة للسبب نفسه.   

♥ معني أضطراب القلق عند الأطفال :

يبدو هؤلاء الأطفال غالبا مطيعين جدا ويسعون دائما نحو الكمال ، وهم في حالة نقد دائم لأنفسهم ، ودائما ما يكونون مصرين على فعل الأشياء نفسها عدة مرات، مهما كانت هذه المهام بسيطة، لكي يتأكدوا أن المهمة قد أديت على أكمل وجه . وهم يقومون بهذا الأداء التكراري لكي يتمكنوا من خلق خط دفاعي لأنفسهم في مواجهة التوتر والقلق الدائم لديهم حيال أدائهم أمام الآخرين.

اضطراب القلق عبارة عن القلق الشديد والمتواصل الذي يستمر شهورا . أو أثناء فترة معينة من الحياة وفى نفس الوقت يكون هذا القلق غير متناسبا مع ضخامة الخطر الذي نتعرض له، فحينئذ يطلق عليه اضطراب القلق، ويمكن أن نقول  أن اضطراب القلق ينتج من الإفراط في القلق، بمعنى أن يكون مقدار القلق لا يتناسب مع حجم المشكلة التي نتعرض لها، وهو ما يمنعنا عن القيام بمهام أعمالنا وحياتنا اليومية بشكل مباشر .

♥ أعراض اضطراب القلق عند الأطفال :

  • استمرار الشعور بالقلق والتوتر لفترة تتجاوز 6 أشهر، وعدم زوال القلق بزوال المؤثر .

  • عدم القدرة على السيطرة على الشعور بالقلق .

  • وجود أعراض أخرى مثل الأرق والإرهاق وضعف التركيز .

  • وجود أعراض جسدية بلا سبب طبي واضح ، مثل اضطرابات الجهاز الهضمي والتعرق والغثيان وبرودة اليدين والصداع وآلام العضلات وتشنجها .

  • قد يرث الطفل جينات القلق من أبويه إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة باضطرابات القلق.

  • عدم توازن كيمياء الدماغ (الناقلات العصبية) وحدوث خلل بها قد يؤدي لإصابة الطفل بالقلق والاكتئاب.

  • بعض المواقف والأحداث التي يمر بها الطفل قد تؤدي لإصابته بالقلق المرضي، مثل وفاة أحد المقربين، وجود خلافات بين الوالدين،

  • الانتقال بشكل متكرر إلى منزل جديد أو مدرسة جديدة، الإصابة بمرض خطير أو المرور بحادث معين،

  • التعرض للتنمر في المدرسة أو صعوبة تعامله مع الامتحانات، التعرض للعنف وإساءة المعاملة.

  • من الممكن أيضا أن يتطور الخوف والقلق لدى الطفل من خلال تعلمه وتربيته من قبل أشخاص يعانون من نفس النوع من اضطراب القلق .

  • الانفعال والعصبية على غير العادة .

  • الشعور بالأرق وعدم الراحة.

  • عدم الانتباه وتشتت التركيز.

  • الانعزال وتجنب اللقاءات والتجمعات.

  • نوبات الغضب المتكررة.

  • البكاء بدون سبب.

  • رفضه الذهاب إلى المدرسة.

  • الشعور بالعصبية بشأن أي شيء قبل الذهاب للمدرسة مثل ملابسه وحذائه وشعره.

  • الشعور بالعصبية بعد العودة من المدرسة بشأن واجباته المنزلية.

  • طلبه مساعدتك في القيام بأشياء يستطيع فعلها بنفسه عادة.

  • الشعور بالخوف فجأة من الظلام أو الكلاب أو الحقن أو الجراثيم… وهكذا. صعوبة ذهابه للنوم بدون أحد أبويه بجانبه.

  • التعامل بشكل غير مهذب مع الوالدين

أنواع اضطراب القلق عند الأطفال

أن تأثير القلق على حياة الطفل  يظهر في شتي نواحي حياتة كلها الاجتماعية والدراسية ، فإذا لم يتم التعامل معه بشكل مبكر فقد يمتد تأثيره على حياة الطفل لمدى طويل من عمره.

  • اضطراب القلق العام.

  • الرهاب(الفوبيا) بأنواعه.

  • اضطراب القلق الاجتماعي.

  • اضطراب قلق الانفصال.

  • اضطراب الهلع.

والمؤسف أنه بالإضافة إلى تأثير القلق على حياة الطفل الاجتماعية والدراسية، فإذا لم يتم التعامل معه بشكل مبكر فقد يمتد تأثيره على حياة الطفل لمدى طويل من عمره .

 

كيف أساعد طفلي الذي يعاني من أضطراب القلق ؟
إن الشعور بالقلق أمر طبيعي ، يحفز قدرات الإنسان عند مواجهة التجارب الجديدة، وهو ما يجعله مُهمًا في التطور النفسي للطفل . لكن يجب أن نساعد الطفل على التعامل مع الشعور بالقلق . هذه بعض الأمور التي يمكنك مساعدته من خلالها:
1.التخلص من قلقي قبل أن أساعد طفلي
لن تستطيع أن تساعد طفلك على التخلص من القلق إذا كنت أنت نفسك تعاني من القلق المفرط. لصديقتي تجربة ملهمة ، كانت في صغرها تعاني من الخوف من الحيوانات، ولم ترد أن يرث ابنها نفس الخوف، وأحضرت قطاً إلى المنزل . لقد تغلبت على خوفها تمامًا، بل واستطاعت أن تتبنى قطًا آخر .وبه
2. التواصل الجيد

الإنقاذ والحماية موجود عند جميع الآباء والأمهات تقريبًا بدرجات متفاوتة . لكن حماية الطفل وإنقاذه من مسببات القلق يحرم الطفل من تطوير أساليب مناسبة لإدارة القلق. فمن المهم أن تتواصل مع الطفل طوال الوقت، بشكل يسمح له بمصارحتك عما يفكر فيه، دون كتمان مشاعره، سيساعدك هذا على فهم مشاعره وأفكاره. كما أن الحديث عن المخاوف يساعد في تخفيفها أحيانًا.

لا تتعامل مع المخاوف غير المنطقية باستخفاف أو تهوين، ولا تُسفِّه منها. من المهم أن يفهم الطفل أنكم في صفه، وتتفهمون وجهة نظره .

3. ساعد طفلك علي  تقييم الأمور والمواقف بشكل موضعي
فمثلا : لفترة طويلة اعتادت ابنتي على الخوف من الانفصال عني والذهاب إلى المدرسة، وكانت رحلة الذهاب إلى المدرسة رحلة حزينة وباكية. في البداية كان من المهم أن أتأكد من عدم وجود مشكلات تُنفِّرها من المدرسة. وحين تأكدت أن سبب خوفها هو ألا أظهر مرة أخرى في نهاية اليوم تحدثنا طويلاً. ووضعنا خططًا بديلة، فإذا لم أظهر يمكنها الذهاب للمعلمة وإخبارها أن تهاتفني.
4. لا تكونوا كحارس الأمن والأمان
 يشير إلى الأبوين اللذين يجعلان حول الطفل طوال الوقت هالة زائده من الحماية والرقابة، ويظهران في لحظة ظهور المشكلة من أجل مساعدته وحلها.
نسارع أحيانًا لكي نخفف عن أطفالنا، وننقذهم من القلق. هذا الشعور بالرغبة في الإنقاذ والحماية موجود عند جميع الآباء والأمهات بدرجات متفاوتة . لكن حماية الطفل وإنقاذه من مسببات القلق يحرم الطفل من تطوير أساليب مناسبة لإدارة القلق، وهو ما لا تحتاج إلى فعله.
5. التركيز على الجوانب الإيجابيةعرف طفلك دائماً بنقاط القوة لديه، وبكل الأمور الصعبة التي مر بها، وكيف استطاع التغلب عليها من قبل. ساعده على رؤية الجوانب الإيجابية في حياته. وجود مشاعر القلق يساعد أحيانًا في تضخيم المشاعر السلبية، ويحرمه من رؤية العديد من الأمور الإيجابية، وهو ما يمكنك مساعدته فيه. يمكن تحقيق ذلك عن طريق وسيلة بسيطة، هي سؤال الطفل الأشياء التي تدفعه للشعور بالامتنان.
6. تقليل فترات التوقع والانتظار
إذا كان طفلك  قلوقًا بطبيعته، فليس من الضروري على سبيل المثال أن تخبره عن موعد طبيب التطعيم قبل الذهاب بأسبوعين؛ لن يساعده ذلك على الاستعداد، لكنه سيسمح للقلق بأن يأكله طوال هذه المدة.
7. علمه إستراتيجيات التعامل مع القلق
مثل التنفس العميق، والضغط على كرة مطاطية صغيرة، واستخدام الأعمال اليدوية، كلعبة الصلصال للتنفيس عن قلقه وتوتره، والتعبير عن مشاعره بالرسم أو الكتابة.
8. القصص والروايات
دائمًا ما تساعد القصص بشكل كبير في إيصال المعلومة للطفل، وفي حالة الشعور بالقلق فإن القصص التي تتناول هذا الموضوع قد تعمل على إعطائه طرقًا لمواجهة القلق والتعامل معه،
التشخيص والعلاج :
إذا لم تتحسن حالة الطفل، فمن المهم عرضه على شخص متخصص، وفي هذه الحالة سيحاول الطبيب الوصول للأسباب ووضع خطة العلاج، والتي تعتمد على العلاج السلوكي ، وتعليم الطفل طرق وإستراتيجيات إدارة القلق . وفي بعض الأحيان قد يحتاج لعلاج دوائي أيضًا.

                                          دمتم بوعي نفسي وتربوي تجاة أولادكم 

                                              بي بيرفكت للطب النفسي 

                                                  أكاديمية كوريكتور 

                                               أخصائي نفسي الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟