أستقلالية الطفل

كي يكون طفلك شخصاً مستقلاً ومرناً ومعتمداً على ذاته.. واسع الحيلة ومثابراً وجريئاً؛ عليك أن تقوم بغرس وتعزيز هذه المهارات منذ مرحلة الطفولة المبكرة، ومن الأهمية بمكان أن تحوله إلى فرد مستقل لا يحتاج إلى مساعدة تذكر أو لا يحتاج إلى المساعدة على الإطلاق، عند القيام بالمهام وحل المشكلات التي تمس حياته وتؤثر عليها بشكل مباشر.

تربية طفل مستقل

تربية طفل مستقل وحمايته في نفس الوقت من التأثيرات السلبية للاستقلالية
لا يوجد حلّ سحري لقضايا ومشاكل تربية الأطفال، ويقول الدكتور جيم تايلور: “لا يعرف الأطفال في كثير من الأحيان ما يفكرون فيه أو يشعرون به أو يفعلونه في المواقف التي تواجههم في حياتهم كصغار، لذا.. فإنهم يبحثون في مكان آخر (إذا لم تكن متاحاً)؛ عن إرشادات حول كيفية التعامل مع هذه الحالات”، لذلك يقترح الدكتور تايلور أنك بدلاً من تربية الأطفال المستقلين، عليك أن تربي أطفالاً يعتمدون على أنفسهم، فالاعتماد على الذات أمر مختلف تماماً في معناه وتأثيره على الأطفال عن موضوع الاستقلالية، حيث يكون الاستقلال بالتعريف: “خالٍ من السيطرة الخارجية”، على النقيض من ذلك، فإن الاعتماد على الذات يعني أن تكون “واثقاً من مهاراتك وقدراتك على فعل الأشياء بنفسك”، وفي حالة الاعتماد على الذات كأطفال؛ فإنهم يطورون مجموعة أساسية من أدوات الحياة: الإدراكية والعاطفية والسلوكية والعملية… والتي تحدثنا عنها بالتفصيل في مقالاتنا السابقة حول تربية طفل يعتمد على ذاته، وكيفية تعزيز مهارات الاعتماد على الذات عند الأطفال.
والنصيحة التي يقدمها لك الدكتور تايلور: “يمكن للطفل استخدام أدوات (مهارة الاعتماد على الذات) للبقاء خارج نطاق الأمان الذي توفره له العائلة والمنزل، وعلى عكس الاستقلال؛ ينصّب التركيز على قدرات أطفالك وإيمانهم بقدراتهم على التصرف في عالمهم”، مع ذلك يمكنك تربية طفل قادر على تطوير استقلالية، سيحتاجها ليزدهر في مراحل نمو شخصيته كبالغ، من خلال ما يلي:

– لا تضع توقعات مرتفعة من سلوكيات وتصرفات طفلك: فمدى استقلالية طفل في الخامسة من عمره، يختلف عن استقلال شخصية طفل في الحادية عشرة.

– أعطه بعض المسئوليات المنزلية: السماح لطفلك بتولي بعض المهام المنزلية الصغيرة، هو وسيلة جيدة لتطوير الاستقلال البنّاء.

– تربية الاستقلالية لدى الطفل بطرق ممتعة: السماح له بالقيام بأشياء مثل: الذهاب مشياً إلى المدرسة مع مجموعة من الأصدقاء، أو إرساله لشراء البقالة من سوبر ماركت قريب.

– ذكره بضرورة الاهتمام بنفسه: لتشجيع استقلال الطفل؛ ذكره بأن لا بد أن يفكر بنفسه وأن يهتم بما يريد تحقيقه، وذلك بدلاً من توجيه الطفل إلى ما يجب عليه فعله.

– رتب يوميات طفلك وفقاً لجدول زمني: وهذا مفيد جداً عندما تحاول بناء استقلالية طفلك الصحيحة.

– شجعه على كتابة يومياته والتخطيط وتدوين الملاحظات والمهمات: حيث يمكنك تعزيز تقليد الجائز والمكافأة كلما لمست تميزاً في السلوك المستقل، الذي تريد أن يتقنه طفلك.

– كن حازماً وعلمه الانضباط الذاتي: إذا كان طفلك يعاني من أجل الاستقلال والتنظيم، شجعه على كتابة ملاحظات حول ما يحتاج إلى فعله، كذلك ما هي الأمور المزعجة في قواعد البيت والعواقب التي تفرضها عليه.

– كن إيجابياً كلما أظهر طفلك استقلاليته: لأن الثناء والتعليقات الإيجابية أمر ضروري، عندما تحاول تعليم طفلك مهارة جديدة، وعندما يعرف أنك راضٍ عن اعتماده على ذاته، فإن الطفل يبدأ مرحلة تطوير المهارات الحياتية بنفسه.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟