فرط الحركة لدى الأطفال هو أحد أكثر الاضطرابات السلوكية شيوعًا بين الأطفال في سن مبكرة. يتسم هذا السلوك بنشاط مفرط، ويؤثر في قدرة الطفل على التركيز أو الهدوء لفترات طويلة. إذا كنت تلاحظ أن طفلك يعاني من هذه المشكلة، فإن هذا المقال سيساعدك على فهم أسباب فرط الحركة وأعراضه، بالإضافة إلى تقديم استراتيجيات فعّالة للتعامل مع هذه الحالة وتحسين سلوك الطفل في المدرسة والمنزل.

1. ما هو فرط الحركة لدى الأطفال؟
فرط الحركة هو اضطراب سلوكي يتسم بالنشاط الزائد وصعوبة الجلوس في مكان واحد أو التركيز على مهمة لفترات طويلة. يعاني الأطفال المصابون بفرط الحركة من صعوبة في التحكم في حركتهم أو تصرفاتهم، مما يؤدي إلى التأثير على أدائهم الدراسي وسلوكهم الاجتماعي.
انضم الى كورس التعافي النفسى لتعلم استراتيجيات فعّالة للتعامل مع القضايا النفسية والسلوكية لدى الأطفال.
أعراض فرط الحركة:
- التململ المستمر: يواجه الأطفال صعوبة في الجلوس أو البقاء ثابتين لفترات طويلة.
- الاندفاع: يقومون باتخاذ قرارات سريعة دون التفكير في العواقب.
- التحدث بشكل مفرط: يصعب عليهم التوقف عن الكلام في أوقات غير مناسبة.
- عدم القدرة على التركيز: يجد الأطفال صعوبة في التركيز على المهام لفترات طويلة.
2. أسباب فرط الحركة لدى الأطفال:
يتعدد سبب فرط الحركة لدى الأطفال ويعود إلى عدة عوامل قد تكون وراثية أو بيئية. أبرز الأسباب تشمل:
- العوامل الوراثية: الدراسات أظهرت أن فرط الحركة قد يكون وراثيًا، حيث يمكن أن يكون الأطفال أكثر عرضة لهذه المشكلة إذا كان أحد الوالدين يعاني من اضطراب مشابه.
- البيئة العائلية: التغيرات العائلية مثل الطلاق أو الانتقال إلى مكان جديد قد تسبب ضغوطًا تؤدي إلى زيادة النشاط لدى الطفل.
- التغيرات العصبية: تشير الأبحاث إلى أن بعض الأطفال يعانون من خلل في بعض أجزاء الدماغ المرتبطة بالانتباه والتحكم في الحركة. اطلع على قناتنا على اليوتيوب للمزيد من النصائح والإرشادات . شاهد فيديو د. منى البصيلي حول الأمراض السلوكية (فرط الحركة – الجنوح – التحدي الاعتراضي – السلوك المتقطع)
3. كيفية التعامل مع فرط الحركة لدى الأطفال:
أ. توفير بيئة هادئة:
من أهم الطرق للتعامل مع فرط الحركة هي توفير بيئة هادئة ومنظمة. تأكد من تقليل المشتتات مثل الضوضاء الزائدة أو الألعاب التي تشتت انتباه الطفل. يمكن أن تساعد بيئة مريحة وهادئة على تقليل السلوكيات المفرطة.
ب. تحديد روتين يومي ثابت:
يساعد الروتين اليومي على توفير استقرار للطفل. حاول وضع جداول زمنية ثابتة للنوم، اللعب، والدراسة. الأطفال المصابون بفرط الحركة يحتاجون إلى أطر واضحة تساعدهم على التكيف بشكل أفضل.
ج. تعزيز السلوكيات الجيدة:
من خلال التعزيز الإيجابي، يمكن تحسين سلوك الطفل. على سبيل المثال، قم بمكافأة الطفل عندما يظهر سلوكًا مناسبًا، مثل الجلوس لفترة طويلة أو إتمام مهام مدرسية.
د. تشجيع الأنشطة الرياضية:
الأنشطة البدنية مثل الجري أو السباحة يمكن أن تساعد الطفل في التفريغ الزائد للطاقة، مما يساعد في تقليل فرط الحركة وتحسين سلوكه.
4. العلاج السلوكي والتوجيه النفسي:
قد يكون من المفيد استشارة مختصين في السلوك للأطفال الذين يعانون من فرط الحركة. العلاج السلوكي يمكن أن يساعد في تعديل سلوك الطفل من خلال تقنيات محددة مثل التدريب على مهارات الانتباه والتفاعل الاجتماعي.
كما يمكن لأولياء الأمور الاستفادة من دورات تدريبية متخصصة مثل كورس إدارة الضغوط النفسية المتاح على موقعنا، والتي تركز على كيفية التعامل مع الأطفال المصابين بفرط الحركة وتحسين علاقاتهم الاجتماعية.
فرط الحركة ليس مجرد سلوك مزعج، بل هو حالة تحتاج إلى فهم دقيق واهتمام خاص. من خلال التعامل مع فرط الحركة باستخدام استراتيجيات متكاملة مثل البيئة الهادئة والروتين اليومي، يمكن للأهل أن يساعدوا أطفالهم على تحسين سلوكهم والاندماج بشكل أفضل في المجتمع. إذا كنت تبحث عن دعم إضافي، يمكنك الانضمام الى موقعنا الإلكتروني المباشر لشراء الكورسات المسجلة والتي تركز على تحسين صحة الطفل النفسية والسلوكية.