قد يشعر الإنسان في بعض الحالات بعدم القدرة على التنفس بشكل جيد وصعوبةٍ في التقاط أنفاسه دون سبب عضوي، لكن قبل أن تشعر بالذعر عليك أن تعلم أنّ بعضاً من حالات ضيق التنفس قد تكون غير خطيرة وناتجة عن بعض الحالات النفسية.
الفرق بين ضيق التنفس النفسي والعضوي
الفرق الرئيسي بين ضيق التنفس النفسي والعضوي أن ضيق التنفس النفسي أو الوهمي يشعر به الفرد دون وجود أي أسباب عضوية، ويترافق مع حالات نفسية معينة ولا يستمر طويلاً كما يكون منخفض الخطورة.
أما ضيق التنفس العضوي يرتبط باضطراب جهازي حيوي في الجسم يعيق عمل الرئتين ووصول الأوكسجين أو إعادة توزيع الأكسجين في الجسم مثل ضيق التنفس الناتج عن الذبحة الصدرية والمشاكل القلبية.
من جهة أخرى غالباً ما تكون المشكلة في ضيق التنفس العضوي هي عدم وصول الأوكسجين إلى الرئة أو القلب كما يجب، فيما يواجه المريض في حالة ضيق التنفس النفسي حالة فرط التنفس وهي زيادة في وتيرة التنفس عن الحاجة الطبيعية.
تعريف ضيق التنفس النفسي
ضيق التنفس النفسي أو ضيق التنفس الوهمي هو حالة من صعوبة التنفس لا ترتبط بأي سبب عضوي أو جهازي، وتظهر على الفرد رغم ذلك أعراض ضيق التنفس العضوي أو الحقيقي، لكن ضيق التنفس النفسي يكون أقل خطورة لأنه غالباً ما يتراجع من تلقاء نفسه بعد نهاية النوبة النفسية.
أسباب ضيق التنفس النفسي
على عكس ضيق التنفس الحقيقي الذي ينتج عن بعض العوامل البيئية مثل المواد المسببة للحساسية أو الأمراض فإن ضيق التنفس النفسي ينتج عن اضطرابات نفسية وعصبية تتسبب بظهور أعراض ضيق التنفس. عموماً فإنّ أبرز أسباب ضيق التنفس النفسي هي:
ضيق التنفس الناتج عن التوتر والقلق: في الحقيقة يوجد رابطٌ وثيق بين ضيق النفس والقلق فعندما يُعاني الشخص من ضيق النفس يُصبح الشخص متوتراً وقلقاً والقلق يقود لسوء الحظ للمزيد من ضيق التنفس ليدور الشخص في حلقةٍ مفرغة من السبب والنتيجة، ضيق النفس الناتج عن القلق يمكن أن يحدث فجأة ويمكن أن يتطور أيضاً على مدى عدة أيام أو أسابيع.
أهم أعراض ضيق التنفس الناتج عن التوتر والقلق:
جفاف الفم
تسارع في النبض
دوار
تعرق
شعور بالبرد
غثيان
إسهال
رجفة
شد عضلي
شعور بالاختناق
شعور بالخوف من فقدان السيطرة
ضعف في القدرة على التركيز
أفكار مخيفة
ارتباك
صعوبة في التحدث
ضيق التنفس النفسي ونوبات الهلع: عندما يُعاني الشخص من نوبات الهلع فإنّ الجسم يدخل في الحالة المسماة “استجابة الكر أو الفر” وهذه الاستجابة الجسدية تقود إلى ظهور العديد من الأعراض غير المريحة بما يتضمن ضيق التنفس، سواء كنت تُعاني من نوبات الهلع بشكلٍ متكرر أو عانيت منها مرةً واحدة فالمؤكد أنّ ضيق التنفس المرافق سيجعلك تشعر بالخوف بشكلٍ كبير.
الخصائص المميزة لنوبات ضيق التنفس المرتبطة بنوبات الهلع قد تتضمن:
اللهاث لمحاولة الحصول على الهواء
الشعور بأن أنفاسك سطحية ومقيدة
التنفس بسرعة أكبر من المعتاد
عدم القدرة على التنفس ببطء
الشعور وكأنك تختنق أو كأن أحداً ما يقوم بخنقك .
ضيق التنفس النفسي وارتجاع المريء: تتضمن المعدة مادةً حمضية قوية من أجل هضم الطعام كما يمتلك الجسم آلية معينة من أجل منع تسرب الحمض للمريء، لكن في بعض الأحيان قد تضعف هذه الألية فيخرج الحمض للمريء وقد يصل إلى الرئتين حتى. ارتجاع المريء قد يتسبب بحالةٍ من القلق والتوتر ولذلك من الممكن أن يُسبب في حال إهماله نوباتٍ من ضيق التنفس النفسي مع تكرر الأعراض.
علاج ضيق التنفس النفسي “الوهمي”
إن كنت تُعاني أو أحد أفراد أسرتك من ضيق التنفس النفسي فهناك عدة خيارات متاحة للعلاج ويتعلق اختيار العلاج المناسب بحالة الشخص جذور المشكلة المسببة للقلق أو نوبات الهلع تختلف بين شخصٍ وآخر، في بعض الأحيان يفضل الأطباء تطبيق عدة علاجات معاً حتى يعثروا على العلاج المناسب. تتضمن خيارات العلاج الأساسية:
أدوية علاج ضيق التنفس الوهمي: قد تكون الأدوية مفيدةً في علاج بعض الأفراد الذي يُعانون من نوبات الهلع والذعر لأنّها تُساعد على تقليل القلق العام وتخفيض تكرار وشدة النوبات والقلق المرافق للنوبات. بعض الأدوية التي أثبتت فعاليتها .
العلاج النفسي: قد يُستخدم العلاج النفسي بالتزامن مع أخذ الأدوية وقد يعتمد مسار العلاج الذي يختاره الطبيب على شدة النوبات وتكرارها وعلى تفضيلات المريض الشخصية، قد يُستخدم العلاج النفسي من أجل علاج الأفراد والأزواج والأسر المتأثرة بنوبات الهلع أيضاً. من الخيارات المستخدمة في العلاج :
العلاج المعرفي السلوكي
تعديل السلوك المعرفي
العلاج العقلاني والانفعالي السلوكي
ممارسة اليقظة الذهنية
التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة
التنفس العميق: يعتبر التنفس العميق من الطرق المستخدمة لعلاج ضيق التنفس النفسي فحيث أنّ ضيق التنفس الذي تعاني منه ليس مرتبطاً بمرض أو عوامل خارجية يُساعدك التركيز على التنفس على إدخال المزيد من الأوكسجين إلى الرئتين والشعور بالتحسن. طريقة التنفس العميق تتضمن:
الجلوس بوضعية مريحة على كرسي أو الاستلقاء على مسطح مستوي مثل السرير مع وضع وسادة تحت الرأس
وضع إحدى اليدين أعلى الصدر والأخرى أسفل القفص الصدري فهذا يتيح لك الشعور بالحجاب الحاجز بشكل أفضل عند التنفس
التنفس ببطء عبر الأنف حتى تتحرك المعدة نحو اليدين
شد عضلات البطن وسحب البطن للداخل مع الزفير من خلال الأنف والفم أو أحدهما (من الممكن اختيار الأسهل)
الاستمرار بهذه التقنية لمدة 5 إلى 10 دقائق يومياً
ممارسة الرياضة: قد يبدو الأمر غريباً للوهلة الأولى وخاصة أنّ الجميع يعلم أن التمارين الرياضية تجعلك تشعر بضيق التنفس ولكن ممارسة الرياضة مفيدة بشكل كبير من أجل علاج ضيق التنفس النفسي فعلى عكس ضيق التنفس الحقيقي يزداد ضيق التنفس النفسي سوءاً بالراحة ويتحسن عبر ممارسة الرياضة.