أسباب تمرد الأبناء

يمر جميع الأبناء بمراحل التمرد؛ الحاجة إلى الاستقلال، والهوية المستقلة كذلك تجريب السلطة، إنه جزء من نموهم، كما أنه مرتبط بالتغيرات التطورية في الدماغ، التي ستساعدهم في النهاية على أن يصبحوا بالغين قادرين على التحليل واستقراء المنطق، لكن الأبناء يتعرضون هذه الأيام لمزيد من الضجة، كما أن الضغوط الاجتماعية تأتي مختلفة عما كانت عليه بالنسبة للأجيال السابقة.. فكيف تخفف حدة تمرد أولادك؟

نمو الدماغ والحياة الاجتماعية ومرحلة التمرد . 
خلال سنوات المراهقة، تتطور قشرة الفص الجبهي للدماغ، حيث مركز القيادة الفكرية والحكم على الأمور، ما يعني بطبيعة الحال؛ أن بإمكان الأطفال الآن تطوير أفكارهم الخاصة، كما أن الأبناء في مرحلة المراهقة تحديداً يبدؤون بتطوير نظرتهم للواقع، لكن من خلال مقارنة والديهم بأهالي أصدقائهم أو بما يتابعونه في وسائل الإعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، كيف يمشون أو يلبسون أو يتحدثون وقد يشعر الأبناء بالإحراج!! حيث يبدو العالم أكثر واقعية فجأة، بينما لا ينتبه الأطفال الأصغر إلى هذا الشكل من مقارنة والديهم بآخرين ولا يرون عيوبهم، إلا أن الدماغ في مرحلة المراهقة يصبح قادراً على تجميع المعلومات حول الأفكار التي يتلقاها، بالتالي يرغب المراهق في ممارسة مهاراته الجديدة فيميل إلى التدرب على والديه أولاً! قد يبدو أنهم يجادلون من أجل الجدل فقط، لكن في الحقيقة فإنهم يمارسون قدراتهم الجديدة.

 

أبرز أسباب تمرد الأبناء على أهلهم .
– الرغبة في الاستقلال: إن المراهقين في مكان ما.. بين كونهم راشدين وأطفال، تؤدي هذه المرحلة الانتقالية إلى اندفاع في الحافز لتغيير الوضع الراهن، الرغبة في الاستقلال تؤدي إلى زيادة التحدي للقواعد، بالتالي عدم الاستماع إلى الآباء والأمهات.
– الاختلافات المتزايدة مع الآباء والأمهات: يبدو أن القواعد التي يتقيدون بها منذ طفولتهم خانقة الآن، وهم يتساءلون عن الأساس المنطقي وراء هذه القواعد ويشعرون بأنها تقيد حريتهم، فقد يحب المراهق أشياء تبدو “رائعة” بالنسبة لجيله (موضة ملابس مثلاً أو نوع موسيقى.. الخ)، لكن قد يتم رفضها من قبل الوالدين.
– قرارات متسرعة: يميل المراهق لاتخاذ قرارات متهورة، حيث يتجاوز التفكير المنطقي بهدوء من خلال الرغبة في البحث عن التشويق ومواجهة تجارب مثيرة، التي قد تجعل أفعالهم في النهاية متعارضة مع القواعد، بمعنى يفكرون بالنتيجة فقط فيتجاهلون المخاطر لصالح المكافآت، التي سيحصلون عليها جراء إقدامهم على فعل ما (تجربة التدخين أو شرب الكحول… الخ)، ويتحول الموقف إلى تمرد عندما يحتج الأهل على هذه التجربة المتهورة أو المؤذية، لكن المثيرة من وجهة نظر المراهق.
– ضغط الأقران: يركز الدماغ المراهق بشكل أكبر على رأي مجموعات الأقران (أصدقائه وزملائه في المدرسة وأقاربه من نفس العمر)، بحيث يمكن أن يكونوا جزءاً من هذه المجموعات، قد يرغب المراهق في القيام بأشياء لإرضاء الأقران حتى لو كان الآباء ضدها.
– تغيير في بنية الدماغ: لا تتطور بنية الدماغ بشكل كامل حتى أوائل العشرينات من عمر الشخص، حيث يتفاقم التأثير على الدماغ خلال عملية البلوغ، كما تؤثر البنية العصبية الضعيفة مع التغيير المستمر في تصميم الدماغ على عملية صنع القرار لدى المراهق، مما يؤدي إلى سلوك ثوري ومتمرد، لا غرابة عندما تحدد منظمة اليونسف عمر الطفولة حتى عمر 18 عاماً إذا!.
– التغيرات الهرمونية: يمكن أن يتسبب خليط من الهرمونات التي تضخ خلال عملية البلوغ في تغيير جذري على عملية التفكير، على سبيل المثال فإن إنتاج هرمون التستوستيرون لدى الأولاد خلال سنوات المراهقة يكون عشرة أضعاف ما كان عليه في السابق، فللهرمونات الجنسية تأثير كبير على وظائف الدماغ ويمكن أن تؤثر على الناقلات العصبية الأساسية، مما يؤدي إلى مشاكل مع المزاج وفي السلوك.

الآثار الإيجابية للتمرد خلال سنوات المراهقة
على الرغم من الصعوبات التي تواجه بسبب تمرد ابنك، كما أنه حتماً يواجه صعوبات من وجهة نظره، حيث لا يستطيع أن يفهم وجهة نظرك، أو قد يعتبرها مجرد تزمت وتحفظ متخلف له علاقة بطريقتك في التفكير التي لا يستطيع تقبلها، لكن هناك بعض الإيجابيات التي يمكن أن نستشفها من تمرد الأبناء وهي:
– يمكن للمراهقين التعبير بصراحة عن رأيهم للآباء: على الأرجح أن يكون هناك حوار مع أحد الوالدين لفهم القاعدة التي يفرضها على الأبن بدلاً من اتباعها بشكل أعمى، هذا يعني أنه يمكن أن يكون لديك محادثة ناضجة مع طفلك المراهق.
– التمرد يساهم في استقلال شخصية الطفل: بعض مواقف التمرد تؤدي إلى الاستقلال لدى الأبناء لأسباب وجيهة، على سبيل المثال مقاومة مساعدة الوالدين في حزم حقائبهم أو ترتيب أغراضهم، وفعل كل شيء بأنفسهم وهي مساعدة كبيرة للوالدين!
– يتعلم عناصر السلوك الصحيح: إذا لم يتمكّن المراهق من التمرد أبداً، فلن يعرف عواقب السلوك غير اللائق أبداً، حيث يتيح التمرد للمراهق الحصول على درس مباشر حول ما هو صحيح وما هو الخطأ.
– التمرد يجعل المراهق يشعر وكأنه كبر: المراهقون على الطريق ليصبحوا بالغين، ويمكن للتمرد السليم لأسباب وجيهة؛ أن يجعل المراهق يفكر مثل شخص بالغ وأن يكون مسؤولاً.
– يعزز التمرد الثقة بالنفس: ربما كان القليل من التمرد؛ هو أن كل المراهقين بحاجة إلى الخروج من شرانقهم وأن يكونوا أكثر حزما وثقة بالنفس.
– إن تمرد المراهقين الصحي هو بالتأكيد سيناريو مرغوب فيه: ولكن التمرد في سن المراهقة.. سلبي، وهو ما تحتاج إلى التعامل معه كأحد الوالدين.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟