أحترام الأبناء للأباء

الاحترام أساس كل علاقة متينة ومتناغمة، كما أنه سيدً الأخلاق والتعامل اللطيف في الحياة وستبدو حياتنا مربكة ومتوترة في حال كان أولادنا، فلذات أكبادنا يعاملوننا بقلة احترامٍ وتهذيب؛ إن كان هذا الوضع قائمٌ في المنزل فقط أو على أعين العالم الخارجي أيضاً.

أسباب مشكلة قلة احترام الطفل والمراهق للأم .
لا يمكننا تعميم مشكلة سلوك قلة الاحترام على جميع الأطفال والمراهقين، إلا أنه لا يمكن أن نغض الطرف على أنه جزءٌ لا يتجزأ من السلوك المرافق لهم أثناء فترة نموهم وتطور شخصيتهم، وإلى حد ما فإن هذا السلوك هو تعبير عن أفكارهم المستقلة، التي ستتضارب مع أفكارك وقد تقومين بمعارضتها.

والاستقلال الذاتي لطفلك في مرحلة المراهقة هو جزء لا يتجزأ من نموه، كما أنه علامة جيدة على أن طفلك يحاول تحمل مسؤولية أكبر، إلا أنه لا يزال يتعلم كيفية التعامل مع الآراء المختلفة المحيطة به بالشكل المناسب، كما أنهم يلجؤون إلى هذا التصرف ظناً منهم أنهم سيتركون بصمتهم وسينجحون في التأثير على الآخرين؛ ومن الشائع أن يتصرفوا بهذا الشكل فقط، لأن أصدقائهم يتصرفون على هذا النحو .

دعينا نركز أيضاً على البيئة التي يعيش بها طفلك بعيداً عن مرحلة النمو والمراهقة التي يمر بها، إذ أن المكان الأول الذي سيتعلم منه الاحترام أولاً هو المنزل كما ذكرنا سابقاً، والمنزل هو المؤثر الأساسي والأول على الطفل، إذ أنه لن يقوم بالتقليل من احترامك في حال لم يرى هذا السلوك يُمارس أمامه أو عليه.

 

الاحترام المتبادل بين الطفل والأم وتأثيره على التربية :

علينا ألا ننسى أيتها الأم أنك قدوة أطفالك وأن أي تصرف ناتج عنهم هو ليس إلا فعل يقومون به لأنك تقومين به أمامهم، لذا علينا أن ننتبه إلى أن العلاقة بيننا وبين أطفالنا، هي علاقة متبادلة نوليهم الاحترام بنيّة الحصول عليه، لذا علينا الحرص والانتباه لسلوكنا قبل سلوك أطفالنا .

1- ردود الفعل الشائعة لدى الآباء والأمهات والحد منها:
في حال كنا في الخارج أو في متجر البقالة أو في زيارة ما وقام طفلك بموقف قلل من احترامك من خلاله أمام الجميع ما أول تصرف قد تقومين بفعله؟ إما السكوت والعجز عن القيام بأي تصرف أو أن نقوم بالمبالغة برد فعلنا بالصراخ عليه وتوبيخه ومعاقبته أيضاً، بهذا الشكل سنزيد الأمر سوءاً علماً أن معظمنا يعتقد أن هذا التصرف (عقاب الطفل) هو التصرف الصحيح لمثل هذا الموقف…
لكن وكي يتعلم أطفالنا الاحترام علينا أن نظهر احترامنا لهم من خلال اهتمامنا بهم بفهم مشاعرهم أولاً، كما يجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار عمر طفلنا واحتياجاته، كي نتمكن من رؤية الأشياء من وجهة نظره.

2- الحوار هو جزء أساسي للعلاقة بينك وبين طفلك:
ابحثي عن الوقت المناسب للجلوس مع طفلك والحديث معه عن الموضوع؛ محادثةً سلميةً وبأسلوب إيجابي للوصول إلى الحلول معاً وعدم تكرار مثل هذا الموقف، ونصيحتنا لك هي الإصغاء لأطفالك بتأنٍ وفهم القلق الذي بداخلهم، وهذه ستكون أفضل طريقة لإظهار احترامك لأطفالك وستنعكس إيجاباً بمبادلتهم لكِ الاحترام ذاته.
ناهيك عن الروابط الأخرى التي ستقومين بتعزيزها من خلال هذا الحوار الصغير المتبادل من توجيهٍ ودعمٍ واطمئنان.. بوجودك قربهم والقيام بحمايتهم عند الحاجة.

3- التعامل مع الطفل بتهذيب وانضباط بعيداً عن القسوة والصرامة:
سلوككِ ومعاملتك لأطفالك من أكثر الأمور الواجب عليكِ الانتباه عليها خصوصاً عند حديثك معهم عن سلوكهم وتصرفاتهم، ابتعدي عن الصراخ ولا تدعي الحديث يتحول إلى ساحة جدال وصراخ، لإن صوتك المرتفع لن يمنحك مزيداً من السلطة والاحترام بل على العكس تماماً فلن ينتج عنه إلا المزيد من الخوف والعصيان والابتعاد عن أطفالك، بالتالي عدم احترامهم لكِ.
والتي أكدت بدورها على أهمية السيطرة على الغضب والعصبية والتعامل مع أطفالك بلينٍ وحكمة، من خلال السعي الدائم إلى التحدث مع أطفالك بهدوء والتحكم بلغة جسدك وبنبرة صوتك، كما يجب عليك أن تنتقي الكلمات المناسبة كي يستجيب لكِ أطفالك بالطريقة ذاتها.
وحتى في حال لم يستجب طفلك وعارضك ابقي هادئة موضحةً له أن أسلوبه لا يجدي نفعاً معك، وأن التعامل بهذه الطريقة يعتبر أمراً غير صحيحاً، وعلميه أن هناك أساليب وطرق أكثر احتراماً عند تحدثه مع الآخرين؛ بعيداً عن سلوك العدوان والعنف الذي يقوم بإتباعه.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟