أبني 9 سنوات- عاطفي وحنون جدا، ولكن لديه العديد من السلوكيات الصعبة التي تجعلني أفقد معها السيطرة على نفسي، مع أني شخصيه قليله الأنفعال ، إلا أني أشعر بإحباط وألم عميق عندما أجد نفسي أفشل أمام صغيري الذي جعل الله له في قلبي حبا يختلف عن الآخرين، ولكنه بتصرفاته لا يسمح لي أن أعبر عن حبي له في جميع الأوقات، فتنقلب إلى جدل وصوت عال وغضب وضرب لسلوكه الذي يتركز على الإهمال وعدم الجدية في أعماله أو بشخصيته؛ فهو يحاول أن يجعل نفسه مهرجا أغلب الأوقات ولا يتصرف بشكل عادي، لا أريد منه أن يكون متزنا وحكيما، ولكن طفلا عاديا. ثم إنه لا يتحمل مسئولية أي عمل وينسى ولا يهتم بما يجب عليه؛ فواجباته يجب أن نعيدها عدة مرات لكي يؤديها، وفراشه وملابسه وكل صغيرة وكبيرة يجب أن أنبهه عليها، مع أني علمته وأخيه النظام والمسئولية منذ الصغر حسب ما يتوافق مع سنهما، وغالبا ما أجد أخته وهي أكبر منه بسنتين تستجيب بشكل جيد، في حين تكاد استجابته تكون صفرا في أغلب الأمور. وهذا الملاحظات لا تنطبق في البيت فقط وإنما في المدرسة أيضا؛ فهو لا يتبع النظام والروتين وغالبا ما يقوم بسلوكيات غير مسموح بها سواء بالمدرسة أو البيت أو خارج البيت، كأن يرفض أداء واجب معين في المدرسة أو يرفض القراءة في البيت وأمور عديدة أخرى. حاولت معه مختلف أنواع الترغيب من خلال جداول المكافآت والهدايا أو حتى العقاب و حرمانه من بعض الأمور التي يحبها ولكن لم أجد نتيجة إيجابية، وحتى عندما أحاول أن أنذره بالعقاب كأن يحرم من مشاهدة التلفزيون يكون جوابه مثيرا؛ فيقول لا يهمني أنا أستطيع أن أفعل كذا وكذا. وإذا ما اشتد الأمر بيننا فإنه يفقد أعصابه ويتجاوز حدود الأدب في الكلام والفعل، وهذا ما يرعبني؛ لأن الطفل عادة يخاف عندما يثور الكبير أمامه،ولكن ابني يتجاوز كل شيء ولا يدرك مع من يتكلم وماذا يقول ثم يندم بعد فترة قصيرة ويعتذر، وغالبا ما أكون في قمة الحزن، فلا أستطيع أن أشعر به أو حتى أن أتكلم معه. أنا خائفة عليه كثيرا ، مزاجي أصبح حادا، وأصبحت لا أستطيع أن أمارس بقية أعمالي بشكل طبيعي كواجباتي نحو حياتي و عملي وحتى علاقاتي الخارجية أصبحت أتهرب منها. ولكن تبقى أمنيتي الأولى أن أكون أما ناجحة وصالحة.
هيا نتعرف علي معني التمرد :
تعريف التمرد :
بأنه سلوك عدواني يصدر عن الطفل الصغير ويعبر من خلال سلوكه عن رفضه للأوامر والتوجيهات التي يلقيها عليه الأب أو الأم أو من يكبره في السن، ويظهر التمرد بشكل واضح في الفترات الأولى من حياة الطفل.
التمرد عند الصغار ينتج :
عن رغبتهم في الشعور بالاستقلال وتجربة كل شيء والحصول على كل ما يريدون دون اعتبارات أخرى، والطفل المتمرد تظهر عليه سلوكيات لا يريد الأهل رؤيتها في أطفالهم مثل: الرفض التام للأوامر و السب والصراخ والضرب ووالعناد الزائد لذا يجب التركيز من البداية على تعليم الطفل المهارات التي يستطيع بها السيطرة على مشاعره فالرفض وعدم الإيذاء، والأبتعاد عن التعامل مع السلوك الناتج عن التمرد ففي لحظات التمرد عند الكبار والصغار يتوقف التفكير المنطقي .
أعراض تمرد الأطفال :
- الإصرار الزائد على رأيه.
- العناد في التعامل مع الأبوين والأهل وجميع الأشخاص.
- عدم الاستجابة لأوامر الأبوين أوالأشخاص الأكبر منهم سِناً.
- المعاندة على نفسه فمثلاً يكون الطفل جائعاً ولا يتناول الطعام.
- جذب انتباه الآخرين له بإصدار مواقف تظهر عصبيته الزائدة.
تمرد الأطفال ناتجاً عن مجموعة من الأسباب النفسية أو الأسباب الأسريه التي يكون للأهل نصيباً منها.
- حرمان الطفل من أشياء وحاجات يفضلها ويرغب بها.
- كثرة ضرب الأهل للطفل، وعدم سنح فرصة كاملة أمام الطفل للدفاع عن نفسه.
- تقليد الطفل لسلوكيات والده والتصرف كتصرفاته وخاصة تقليد عصبية الأب.
- تدليع الطفل أكثر من اللازم، والاستجابة الإجبارية له عند بكاءه.
- تعامل الأهل والأبوين مع الطفل بطريقة وأسلوب لا تتناسب مع عُمره وهذا يزيد من توتره وعنفه.
- تدليل إخوة الطفل الأصغر منه، وإحساسه بأفضلية إخوته عليه عند الأبوين.
- كثرة مشاهدة أفلام العنف على التلفاز وخاصة أفلام كرتون.
- التدخل بشكل مستمر بحياة الطفل وأدق تفاصيلها وجفاف العلاقة بين الأهل والطفل.
- تعذيب الطفل.
- انتقاد أفعال الطفل بشكل مستمر أمام اقاربه وأصدقائه.
- تلبية كافة احتياجات ومتطلبات الطفل بأي وقت.
إليكِ بعض النصائح الفضية للتعامل مع طفلكِ المتمرد وتقويم سلوكه: يجب أن تتحلي بالصبر وضبط النفس إلى أبعد الحدود،
فالتعامل مع طفل عنيد قد يفقدكِ أعصابكِ، ما يزيد الأمر تعقيدًا ويؤدي إلى زيادة تمرده وعصيانه نتيجة لانفعالكِ عليه.
لا للأوامر احذري توجيه الأوامر لطفلكِ بشكل مباشر، بل وجهي طلبكِ له في صورة سؤال، واجعليه يشعر أنه يختار بنفسه،
فبدلًا من أمره بإنهاء طعامه كله، اسأليه “هل تفضل الجبن ام المربي ؟” فيشعر أنه قد اختار بنفسه ماذا سيأكل،
ولا تسأليه سؤالًا مفتوحًا مثل “ماذا تريد أن تأكل اليوم؟” فقد يطلب وجبة غير متوافرة لديكِ.
ستلاحظين تطور سلوكه إلى الأفضل عندما يشعر أنه طفل متخذ قرار، وليس طفلًا تابعًا توجه إليه الأوامر ويُلزم بتنفيذها دون تفكير.
تحدثي مع طفلكِ وناقشيه لماذا لا يريد أن يفعل ما يُطلب منه،
استمعي إليه جيدًا وقدمي له النصيحة دون إلزامه بتنفيذها، تحدثي معه وتوصلي معه بهدوء إلى حل مناسب. التركيز على صفاته الإيجابية امدحي طفلكِ وشجعيه عندما يتصرف بشكل جيد، فالكلمات الإيجابية لها مفعول السحر في تقويم سلوك الأطفال، وتحفيزهم على تحسين سلوكياتهم وتطويرها للأفضل. الحزم والهدوء من الضروري أن تكوني حازمة مع طفلكِ المتمرد، مع تجنب الصراخ والعصبية، عند محاولتكِ لتقويم سلوكه احرصي على أن تكون نبرة صوتكِ حازمة وهادئة في الوقت نفسه، فتكونين أنتِ المسيطرة على زمام الأمور، فإذا فقدتِ أعصابكِ يسيطر طفلكِ على الأمور ويضعف موقفكِ. اقرئي أيضًا: 9 تقنيات لتعديل سلوك الأطفال دون تعنيف الحذر من الحرمان يعتقد بعض الأمهات أنه يجب عدم تنفيذ كل رغبات الطفل كي لا ينشأ طفلًا مدللًا وغير مسؤول، فيضعن لأطفالهن قواعد صارمة ويقيدن حرياتهم دون داعٍ، ما يؤثر على صحتهم النفسية ويزيد من تمردهم وعنادهم، لا داعي لرفض طلبات طفلكِ لمجرد الرفض، فعندما يرى طفلكِ أن هناك كثيرًا من المسموحات، سيتفهم الأمر عندما تكون هناك ممنوعات.
أخيرًا،
الطفل المتمرد كتلة من الطاقة والحيوية، فوجهي طاقته إلى نشاط مفيد أو رياضة معينة يفضلها، وسيؤثر ذلك بشكل كبير في الحد من تمرده وتطوير سلوكه للأفضل.
هياااا لنشاهد هذا الفيديو الضاحك عن التمرد
والعند https://youtu.be/_LmAcfO9lyg
بي بيرفكت للطب النفسي
أكاديميه كوريكتور
أخصائي نفسي وتعديل سلوك أطفال ومراهقين
الولاء أحمد